كل المفكرين والباحثين اجمعوا علي ان التاريخ يكتبه المنتصر دوما وبالتالي سيخرج احادي الحكم وسيكون غالبا في صف الاقوي ومن كتبه فقط ولكن هذه الحقيقه اغفلت امر في غايه الاهميه هو حكم من يقرآ التاريخ وموقعه وتماسه مع مصلحته ومدي تأثره به …….. فكيف يري الشعب الروسي الرئيس بوتين ؟ الا يراه معيدا لامجاد القياصرة ومعيد تاريخ وعظمة الاتحاد السوفيتي وعلي الوجه الاخر كيف يراه الرئيس الامريكي بايدن ؟ بعد تعدد الصفات التي اطلقها عليه ديكتاتور وقاتل وكيف نقرأه نحن ؟ ففي مقال للاستاذ اسامه غريب تحدث عن هذا الامر حيث ذكر ان الامر— اي الحكم — يتوقف ايضا علي صالحك الشخصي وعلي المعسكر الذي تقف فيه لتحكم ….. فالتاريخ الذي بين ايدينا لا يحتوي علي الوقائع والحقائق مجرده فقط ولكنه يتضمن رؤي ووجهات نظر من كتبوا التاريخ فهل تري ايران او دوله الفرس انذاك خالد بن الوليد كما يراه المسلمون ؟ وكيف يري الصليبيون صلاح الدين ؟ وهل وجهة نظرهم فيه كما وجهة نظر المسلمون التواقون لتحرير الاقصي في ذلك الحين ؟ ……وكيف يري الشعب الكوبي او الارجنتيني تشي جيفارا ؟ وهل يري المغول هولاكو كما يراه المسلمون ابان الدوله العباسيه ؟ وكيف يري المسلمون وقد هزمهم فيرناندو سانتو في اسبانيا ؟ حيث اطلق عليه الاسبان القديس وصنعوا له التماثيل في حين نشعر تجاهه بالحقد والغضب لقتله الاسري والابرياء عندما ازال الدوله الاسلاميه بسقوط غرناطه ………فهل التاريخ حمال اوجه او متعدد الرؤي ؟ الحقيقه الوحيده والمجردة ان الحكم سيكون مبنياً علي مدي تأثرك وصالحك الشخصي ومدي الضرر الذي وقع عليك فالتاريخ المجرد المنزه عن الهوي لا وجود له حتي الان وبالتالي سنحتاج الي كثير من الوقت لنعرف وسننتظر محاكمه التاريخ لنري حقيقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما فعله بغزو اوكرانيا هل هو اخر القياصرة ومعيد امجاد الاتحاد السوفييتي كما يراه الشعب الروسي ؟ او كما يراه الرئيس الامريكي بايدن قاتل وديكتاتور او كما نراه نحن فاضح الاذدواجيه في المعايير التي تتبناها امريكا و اوروبا او قاهر امبراطورية الكذب كما يطلق هو علي نفسه … وكيف تراه انت عزيزي القارئ ؟.
وحاول تفهم
مصر تلاتين
