كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

مقال حر في بلد حر (3)

كلمه العدد (٣)

مقال حر في بلد حر

هذا هو الجزء الثالث من مقاله الاستاذ مفيد فوزي متحدثا عن الوضع الداخلي والسابق نشرها في صحيفه المصري اليوم والتي نستكملها هنا لما وجدناه من تلخيص للأوضاع كلها برؤيه صحفي متمرس عاصر كل رؤساء مصر وعندما يتحدث ندرك انه يكتب مقاله الحر في بلدنا الحر وقد استكمل الحديث قائلا :-

-٣-

يقينى – وصححوا لى – أن عبدالفتاح السيسى يضع أمامه بخط قلمه عدداً من المهام هذا الصباح وينفذها ربما من السادسة صباحاً، وفهمت أن من يعمل مع السيسى يتعب ويتحمل، ولكن الجالسين فى الكافيهات لا يدركون حجم مسؤوليات الرجل. إننا نفاجأ باستبدال موظفين كبار فى منطقة ما من مصر، لابد أنه اكتشف عبر المسؤول عنهم أنهم أقل من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولهذا فالأسماء الجديدة فى مفكرته «السيسى ما يضيعش وقت» وإذا اضطر لطول المدة فلابد أن لها أسبابا أهمها التأنى فى الاختيار، حيث عرف الناس ما لم يعد الآن سراً أن أكثر من جهة سيادية لها رأى فى هذا الاختيار ويؤخذ برأيها، وللرئيس حق القبول أو الاعتراض وفقاً للمصلحة العامة.

إن بعض الاختيارات تفشل رغم الكفاءة لأنها تمر بدائرة سوداء فى مصر اسمها «الشائع عن فلان كذا أو الشائع عن فلانة كيت وكيت»، ومن يختارون يفضلون الحيطة وتجنب الصداع وكم خسرت مصر كفاءات لأنها مرت بدائرة «الشائع عنه». إنى أتعجب تماماً حين أخمن فى جريدة ما، أى جريدة: ده تبع مين؟! مخابرات أم أمن وطنى؟!! إنها تقسيمات غريبة وتعود إلى الأذهان من زمن عبدالناصر، اتحاد اشتراكى؟ أم رئاسة؟ أم تنظيم طليعى؟ وما أدراك ما التنظيم الطليعى؟! يجب محو هذه التبعيات، فنحن أولاد المحروسة مصر جميعاً وتظللنا سماء واحدة وتجفف ملابسنا شمس واحدة ونشرب من نيل واحد تزاحمنا فيه إثيوبيا بسد لا نعرف مداه!.

-٤-

وليس هذا المقال وليد دفقة جرأة ولا أقراص حبوب الشجاعة، إنما هو مقال حر فى بلد حر، مقال يمليه ضميرى وكانت أفكار المقال وخواطره معتقلة فى صدرى، فأفرجت عنها، بعض ما كتبت يتهامس به الناس ولكن مثلى لا يتهامس فى زمن السيسى وقد عشت نصف قرن وأكثر بين يدى قلم «أوظفه» فى خدمة بلد وعشت عمرى أتكلم فى الإذاعة بخواطر لها طعم الدبابيس وتجولت بكاميرا حديث المدينة مع الراحلة نادية كمال ومن بعدها المخرج المهذب أحمد معوض، ندوس أرض مصر، وفى أحيان كثيرة أرض العالم، أرصد الظواهر وأحلل الأحداث، وفى حديث المدينة «كتاب مصر المرئى» حاورت وزراء الداخلية ورؤساء الوزارات وحاورت العسكريين: أبوغزالة وكمال حسن على ويوسف صبرى أبوطالب، وفى زمان مبارك جلست أمامه محاوراً ٥ مرات، أربع مرات أمام عدسة حديث المدينة ومرة فى رئاستى لصباح الخير، ومازلت وفياً لرئيس عشنا معه ثلاثين عاماً يسبقه الولاء للسيسى لست مضطرا لحبوب شجاعة وأنا أكتب ما فى صدرى فى زمن القائد الجسور الذى جاءت به الأقدار لينهض بمصر بعد انكسار ويسدل الستار على مسرحية «مصر المخطوفة»!.

فقط أردت أن أضع نقاطاً فوق حروف أعنيها ويهمنى طرحها بلا خوف أو تردد.

وهنا انتهي المقال نشرناه كما هو لاهميته وأعاده نشره لتعم الفائده لما فيه من الواقعية الجرأه والتي دوما كان يتحلي بها …….

مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى