كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

مقال حر في بلد حر (2)

كلمه العدد (٢)

مقال حر في بلد حر

نستكمل في هذا العدد أيضا مقال الاستاذ مفيد فوزي الإعلامي الشهير والتي سبق ونشرها في

المصري اليوم وننشرها هنا حرفيا علي اجزاء وهذا هو الجزء الثاني وذلك لما تحمل من معاني ورصد بعين خبير لما يحدث علي ارض الوطن وقد استكمل المقال يقول :-

أكتب هذه السطور عن قناعة، فلست أريد أو أحلم إلا بمناخ سليم تتضاءل فيه علامات الاستفهام، فيعمل الناس ويبدع الفنانون وليس أصعب ما نواجهه هو مناخ تتعدد فيه الأسئلة حتى تثقب الأدمغة، جاء ابن الجمالية إلى سدة الحكم ليجعل السؤال متاحاً والإجابة متاحة، وفى ظنى أن هذا الحاكم لعله أكثر حكام مصر ثقافة معاصرة وفهماً للواقع ومحيطاً بإيقاعات العصر وإيماناً بالشباب، فما توقف حاكم هذه الوقفة عند الشباب. إن السيسى قارئ جيد للتاريخ ورغم أن خلفيته مخابراتية، ورب قائل إنه يرى مصر من خلال تقارير. لا، إنه مدرسة مجابهة الواقع وإدراك معطياته، والمصرى «فراز» بطبعه ويعرف النفيس من الخسيس، إنه أيضاً أكثر حكام مصر وقوفاً مع ذوى الإعاقة، إنه أكثر حكام مصر اهتماماً بالصحة وطوابير المنتظرين لعمليات، إنه الحاكم الذى اعتمد على تطوير تعليم مصر على يد عالم اختاره بنفسه، هو أيضاً صاحب نظرية تقليص المسافة بين الحاكم والمحكوم فأتى بشباب يجلس إلى جوار الوزراء المسؤولين والرئيس نفسه فى باقة ديمقراطية.

أكتب كلماتى بحبر المحبة والصدق ولست طامعاً فى أى مكان، فقد أديت واجبى بالكلمة المكتوبة فى زمان عبدالناصر وعوقبت بالفصل لأنى كشفت للرئيس مسرحية صا الحجر، وفى زمن السادات، حذر كمال أبوالمجد من سطورى «الغميقة»، على حد وصفه، وفى زمن مبارك حُذفت لى حلقات كاملة من «حديث المدينة»، حيث كان النظام يخشى الرأى المعلن على الشاشات، وفى زمن الإخوان أوقفونى بنعومة شديدة درج عليها صلاح عبدالمقصود وزير إعلامهم الهارب.

أكتب كلماتى وأعلن عدم رضائى عن «محتوى الشاشات»، إنه ذلك الصنف الذى لا يفضله الرئيس، برامج اجتماعية ضحلة ومعادة بالأسئلة والإجابات كأنها «أكل بايت»، وبرامج ضاحكة أقرب إلى الزغزغة، وماتت الشاشة الجادة ذات المحتوى الذهنى الذى يمثل قوة المناعة للشعب، فلا يسهل مطلقاً عدواه من احتجاجات فى الشمال أو الجنوب يسهل تمريرها إلى جسد مصر.

أكتب كلماتى بصدق النية معبراً عن عدم رضائى لعبارة بتكليف من الرئيس أو يوجه الرئيس بكيت وكيت أو حسب توجيهات الرئيس، فلست أشك لحظة أنها عبارات صحفية اعتادت الجرائد عليها وليست تعليمات، فالرئيس – فيما أعلم – يرحب بالمبادرات التى تأتى على لسان وزير ويرحب فيما أعلم بخيال وزير يكسر أنماط الحلول بحل جديد. إن «التوجيهات» قد تغلق مجال «الاجتهادات» وعقول مصر ليست «الاتحادية» وحدها. إن وزراء مصر وكلهم خبرات فى مجالاتهم هم على قمة السلطة الإدارية ومهم التسلح بالخيال والمبادرات وإلا صاروا موظفين كبارا فى الاتحادية. وعظمة حاكم مصر الآن شوقه البالغ إلى حلول غير نمطية تختصر الزمن وتسحب التكشيرة من فوق الجباه.

إن الإرادة السياسية قادرة تماماً على «تقييم» جهد السادة الوزراء والمحافظين، وهو ليس بالظهور التليفزيونى ولا بالأحاديث الصحفية، إنما بمعايير مختلفة، أهمها رضا الكتلة السكانية عن الأداء.

إن تقديم إنجازات البلد على الشاشات تنقصه الحرفية والمهنية العالية، فمازال ناس مصر البسطاء يتصورون أن العاصمة الإدارية لأغنياء مصر وحدهم، ومازال بسطاء مصر يسألون عن إنتاج الصوبات، فلا أحد يرد على الأسئلة الحائرة!.

والمقال له بقيه نستكملها في العدد القادم

مصر تلاتين

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى