نقد قصيدة

نقد لقصيدة سافر بعنادك.. نقد بقلم الأستاذ وجيه الوجيه

نقد لقصيده / سافر بعنادك
نقد بقلم الاستاذ وجيه الوجيه

بقلم محمود صلاح قطامش

سافر وخذ عنادك
—————————————————————-
سافر وعنادك واتركني …………. ساعود لشوقي وحنيني
سافر ذكراك ستسبقني ………….. للبيت وحبك يحميني
سافر ياقلبي وعيوني ……………. واللوعه نار تلظيني
سافر حبك اسرني …………. همساتك زكري تداويني
سافر بعنادك واتركني
اعود لشوقي وحنيني
الغرفه كانت تجمعنا …………… واليوم وحيدا بسريري
اتلوي عطشا من بعدك …………. واللمسه كانت تشفيني
لازال البعد يحيرني ………….. والوحده بدونك تضنيني
سانام الليله بجوارك ،…………. في حلمي وليس بيقيني
سافر بعنادي واتركه
أجعلها آخر الأحزان
———————————————————–

هذه القصيدة ( سافر وخذ عنادك ) قصيدة من أنواع الحوار المفتوح الذي ينتهي غالبا” بالإيجاب والقبول أو الصد والهجران والثالث التجاهل !!!!

وهنا بداء الشاعر محمود صلاح قطامش بفعل الأمر ( سافر ) ست مرات غير العنوان وهذا غرضه الحث أو الترغيب أو الثارة الاهتمام وهو أسلوب من النوع الإنشائي وكرر أفعال أخري من الأمر مثل اتركني في البيت الأول والخامس ونفس الفعل في البيت الأخير وقد أستخدم بعض الأفعال المضارعة مثل ( سأعود , تسبقني , يحميني , ترضيني , تداويني , تجمعنا , أتلوي , تشفيني , يحيرني , تضنيني , سأنام ) وكلها أفعال مضارعة تدل علي الحدوث والتجدد والاستمرار وهذا ناتج عن الرغبة لما يتمني الشاعر تحقيقه .

وانظر معي إلي قافية الأبيات المنتهية بالياء وهي دليل الانكسار النفسي الذي خاص الشاعر نفسه منه عن طريق ( نون الوقاية ) التي وقت الأفعال في مثل ( يحميني , تلظيني , وتداويني ) وفي الأسماء مثل ( حنيني , يقيني , عيوني ) فما رأيك في هذا الانكسار الناتج عن العناد الذي دعي الشاعر لطلب السفر وترك المحبوب .

والأبيات الأولي بها حديث من طرف واحد حيث : يطلب السفر بسبب العناد وتفضيل الترك وإيثار العودة للشوق والحنين كما ظهر في البيت الأول .
وفي البيت الثاني أستعذب الذكري لأنه يعلم أنها باقية بشيئين حاميين له وهما ( البت والحب )
.
وفي البيت الثالث لم يستطع الشاعر التخلص من المحبوب فناداه بأنه قلبه مستخدما” أداة النداء ( يا ) لنداء القريب والبعيد أي في قربة وفي بعدة هو موطن _ يقصد الحبيب موطن عواطفه وهو أيضا” عيونه التي يري بها وهذا في بعده وقربة عنه , ونجح الشاعر بتشبيه حالته لما أصابه من الضنى والأسى والبعد بسبب عناد المحبوب فشبه ذلك بالنار التي تلظيه .

وفي البيت الرابع طلب السفر وبين أن شوق الحبيب جعله أسيرا” ونجح في توظيف الفعل الماضي ( أسرني ) لبيان التحقق والتوكيل وترجم محسوسات الذكري بالهمسات المداوية وما أحلي الدواء فهل هناك أجمل من مداواة الألم بالهمسات , وأي همسات ؟ أنها همسات الذكري .

وفي وسط الأبيات فضل الشاعر السفر مع العناد لأن العناد بالضرورة لا يرضيه
والفكاك منه لأنه يؤذيه ولذلك فضله الشاعر وطلب الترك مع أنه يعلم أنه سوف يعود لشوق والحنين الذي سيؤذيه قطعا” وأن حاول التسلي به !!

في الأبيات الأخيرة طوق الشاعر مشاعره بمثلث جميل ورائع له ثلاثة رؤوس الرأس الأولي عنصر المكان الذي تجسد في الكلمات التالية :

( الغرفة , المكان الذي به السرير وربما المكان التي كانت فيه اللمسة , ربما المكان الذي سينام فيه , وبالجوار علي سبيل غير المحسوس عن طريق الذكري )

وفي عنصر الزمان الذي تمثل في ( اليوم , والليلة وهذه الرأس الثانية للمثلث ) .

وفي الرأس الثالثة التي هي عواطف الشاعر التي تمثلت في تذكر الغرفة التي كانت تجمعهما ومقارنته بين ذلك وكونه وحيدا” بعد السفر كما ظهر في البيت السادس .

أما في البيت السابع بعد أن تم السفر وأصبح وحيدا” يتلوي من العطش النفسي بسبب البعد الذي أفقده الحب والحنان واحتاج إلي اللمسة التي كانت تشفيه وما أحلي شفاء المرض بهذه اللمسات الحانية .

وفي البيت الثامن وظف الفعل ( لازال ) لدلاله علي استمرار البعد الذي يحير , والوحدة التي تضني وتتعب بدون الحبيب وهنا قمة الصراع الذي يبحث له الشاعر عن حل فكأنها قصة لها عقدة بلغت ذروتها في الأبيات ( 6 , 7, 8 ) فالغرفة بها شخص وحيد نائم علي السرير يتلوي من العطش ويتذكر اللمسة والبعد يحيره والوحدة تضنيه فما المخرج ؟ هنا قمة الصراع !!!!!

والحل لهذه العقدة وإنهاء الصراع :

هو البحث عن الأطلال النفسية بأنه : سوف ينام الليلة بجوار محبوبته حالما” بذلك علي سبيل التشوق والذكري وليس باليقين فما أرووووع هذا الحل للنجاة من عناد المحبوبة !!!!!!!!!!!!!

الشطر الأخير أري فيه استخدامين قلقين للضميرين ( يا ) المتكلم في كلمة ( بعنادي ولو أستبدل ( يا المتكلم ) ب ( كاف ) المخاطب لتصبح ( بعنادك ) لكان أبلغ وكذلك لو أستبدل ( هاء) الغائب ب ( ياء ) المتكلم لتصبح ( أتركني ) بدلا من أتركه لكان أولي ..

ختاما ” :
هذه الأبيات علي الرغم من قلة عدد أبياتها الا أنها كبيرة المعاني ظهر فيها الحوار كما قلت آنفا” وكما ذكرت , تكاملت فيها عناصر الزمان والمكان ونفس الشاعر ونجاحه بتوظيف الأفعال بأنواعها الثلاثة فهي قصيدة شاهدة للشاعر لا شاهدة علية فتحية للشاعر وأتمني له حينما يسافر محبوبه يأخذه معه ويترك عناده !!!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى