
كلمة العدد 1410.. “”هل تغيرت قواعد الصراع؟””
يبدو انه ومن نتائج ودروس حرب السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ الكثيره هناك درس في غاية الاهميه وهو اعادة كتابة قواعد الصراع ليس فقط في فلسطين ولكن في العالم كله ، ان مايحدث في غزه ليس تدميرا عشوائيا بل هو عمليه ممنهجه ومدروسه للقضاء علي مفهوم (( المقاومه )) واثبات ان القوه الغاشمه يمكنها تشكيل المجتمعات بالقهر والتجويع بدلا من المفاوضات السياسيه لتكون غزه هي المختبر الذي يختبر فيه الي اي مدي من الممكن ان يتواطئ العالم مع الجرائم المنظمه وجرائم الحرب والاباده والتصفيه العرقيه ….. هذه الحرب ليست بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيه ولكنها تطبيق عملي جديد ومنهج جديد في ادارة النزاعات حيث لم تعد الحروب تدار فيها بالسلاح فقط ولكنها بتدمير كل مقومات الحياه حيث القصف ليس للعقاب ولكنه اداه لإعادة هندسة السكان حيث يوضع فيها الناس امام ظروف يستحيل تحملها ليكون القرار هو الرحيل …… انها تجربة تهجير قسري جماعي يحدث علي مرأي ومسمع العالم كله حيث لا احد يتحرك لايقافها …. والتجربه في حد ذاتها تقدم نموذج قد لا يكون محصورا علي غزه بل من الممكن تصدير هذا النموذج الي اماكن اخري … حيث يصبح تدمير المدن فوق رؤوس ساكنيها استراتيجيه معقوله ومقبوله بل ومشروعه ايضا لإعادة رسم الخرائط السياسيه
قد تتبعها روسيا في صراعها مع أوكرانيا او اي دوله اخري …. ولكن الأمر الخافي علي اسرائيل انها مع تدميرها غزه تدمر شرعيتها الدوليه بيدها ان كل صاروخ يسقط علي غزه لا يدمر ولا يقتل فقط بل هو يهدم الأسس الاخلاقيه والسياسيه والتي تبني الدول علي اساسها …… ان مايحدث في غزه ليس مجرد مأساه انسانيه ولكنه دليل ادانه سيطارد اسرائيل للابد او علي الاقل لعقود
قادمه ……. لايمكن لإسرائيل ان تدعي انها تدافع عن نفسها بل تتحول الي نموذج عالمي لدوله مارقه تمارس التطهير العرقي بغطاء سياسي وعسكري ،… العالم يقف اليوم امام منعطف تاريخي فإذا مرت هذه الحرب دون عقوبات نحن لا نشهد مأساه انسانيه تقترفها اسرائيل بل نشهد ولادة نظام عالمي جديد قائم علي الفوضي المطلقه من يملك القوه والبطش فيه يملك الحق والحقيقه والقرار .
ولكم تحياتي.
محمود صلاح قطامش