Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد 1400.. “”معنى الانتصار””

بدو أننا في أمس الحاجة لإعادة الاعتبار للمصطلحات التي نستخدمها في هذه الأيام، والتي قد تجعل العقل يتوه فلا يعي الحاله التي هو عليها.

فهل تحوّل العراق إلى عهد جديد من الحريه؟
وهل تعيش ليبيا في زمن الديمقراطيه؟
وهل انتصر حزب الله على إسرائيل؟
وهل تحررت سوريا؟
وهل انتصرت غزة؟

يبدو أيضًا أننا لم نتعلم من دروس التاريخ، وتغرينا حالة النشوه التي نعيشها بمجرد تصور أن الأمر سار أو يسير في صالحنا، مع أن الاعتراف بالحقيقه هو أول درجات معرفة العله تمهيدًا لإصلاحها. دون الدخول في مصطلحات خادعه، ففي عام 2006 أعلن حزب الله الانتصار في المواجهه بينه وبين إسرائيل بعد حرب استمرت 34 يومًا في مناطق مختلفه في لبنان، على الرغم من الدمار للبنيه التحتيه ونزوح أعداد كبيره من اللبنانيين من مناطق القتال، وصل عددهم إلى نصف مليون من النازحين. وعلى الرغم من ذلك، والعدد الكبير من الضحايا، أعلن حزب الله أنه انتصر ولم يعترف بالهزيمه . فما كانت النتيجه؟
سقط في المرة التالية وتم تصفية قياداته، بل وفقد دوره المؤثر في لبنان. والمشهد في غزة يتكرر، وبعيدًا عن دغدغة المشاعر والعبث العاطفي في المعاني والمصطلحات، النتيجه دمار شامل لكل البنية التحتيه و 90٪ من المساكن وما يزيد عن 150 ألفًا بين شهيد ومصاب.

أعتقد أنه لابد من الاعتراف بأن ذلك لم يكن نصرًا، ليكون لنا درسًا للمستقبل واستعدادًا للخطوه القادمه. وبعيدًا عن صورة المنتصر التي نقدمها للعالم، وهي بعيده عن الحقيقه . وتلك الصورة تفقدنا التعاطف الدولي، وتفقدنا إدانة الطرف المعتدي، وتفقدنا المساعده التي نحن في أمس الحاجة لها.
وليكن لنا في عدونا القدوه والمثل الواضح. إسرائيل بنيت على جثث أصحاب الأرض الأصليين؛ لأنها استطاعت بيع مآساتها وتسويق محرقتها جلبًا للتعاطف العالمي.
علينا أن نكف عن تسويق خطاب الانتصار الزائف حتى وإن كان من باب الدعم المعنوي، لأنه في النهايه ، واستراتيجيًا، لا يصب في صالح الهدف الأبعد ويؤثر على قدرتنا على خلق الضغط الدولي الذي قد يؤدي إلى صالح الحق الفلسطيني في أرضه، وفي قدسه، وتحت علمه ونشيده الوطني.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى