كلمة العدد ١٢٩٨ .. “العالم يشيخ”
بعد كل هذا التقدم الهائل علي مستوي الاهتمام بالصحه العامه وصحة الانسان علي وجه الخصوص وبعد الاكتشافات العلميه الرائعه خلال هذا القرن اهمها اكتشاف الجينوم والعلاج بالخلايا الجذعية لم تخفي بعض المنظمات الصحيه من قلقها من تأثر العالم وسكانه من سياسات بعض الدول ومن الحروب وحيث اجتاح العالم بعض من الاوبئه والتي قد تعجل بشيخوخة العالم وان التغيير في الخصائص الديموغرافية لاي بلد قد يهدد مستقبله قدرته علي البقاء والاستمرار .
ولاشك ان الجميع يدرك ان هذا التأثر بسبب ان شريحة الشباب والبالغين هي المحرك الرئيسي لاي قطاع حيوي داخل البلاد ومع ارتفاع عدد سكان العالم الي ٨ مليار نسمه اظهرت الارقام ان قارتي اسيا واوروبا شهدتا انخفاضا في عدد المواليد الي الحد الذي حذر منه ايلون ماسك من تلاشي دول في اوروبا مثل ايطاليا بسبب انخفاض معدلات الخصوبه واصفا اياها مع بعض الدول الاخري بانها تحتضر .
الشيخوخه تمثل عامل قلق للبلدان حيث انخفاض العماله الفنيه وايضا الصرف علي الرعايه الصحيه لكبار السن مع رواتب المتقاعدين والمانيا خير دليل علي ذلك وثمانية دول في اوروبا عدد سكانها يزيد عن عشر ملايين نسمه شهدت انخفاضا في عدد سكانها خلال العقد الماضي انظر الي مصير اوكرانيا بعد الحرب الروسيه وانخفاض عدد سكان ايطاليا خلال العامين الماضين ٢٣٠ الف نسمه حسب تقارير الامم المتحده وسكان البرتغال انخفض العدد ٦٠ الف نسمه وبولندا انخفض عدد سكانها ١٤١ الف نسمه وتراجع عدد سكان اليونان مليون نسمه خلال العقد الماضي تلك الاحصائات تقودنا مره اخري لقراءة ومعرفة الاسباب خلف هذا الانخفاض والتي ادت الي ان العالم يشيخ ويضمحل ويتقهقر اهمها انخفاض معدلات الخصوبه والأمراض الوبائيه والنزوح الجماعي الذي اجتاح بولندا ورومانيا واليونان اما في خارج اوروبا انخفض عدد سكان اليابان خلال ١٠ سنوات ٣ ملايين نسمه وفي الصين اعلنت الحكومه انخفاض عدد المواليد بشكل غير مسبوق من عام ١٩٧٨ وحتي الان حيث يتوقع ان تفقد الصين نصف عدد سكانها بحلول العام ٢١٠٠ من ١،٤ مليار نسمه الي الي ٧١٨ مليون نسمه علي الرغم من تخلي الصين عن القرار الخاص بقصر الانجاب علي مولود واحد لكل اسره من عام ٢٠١٦ ……. هذه الدراسه لفتت نظري في الوقت الذي تسعي فيه بلدان كثيره ونحن منهم الي خفض عدد السكان علي اعتبار ان الزياده السكانيه معطل للتنميه في الوقت الذي عاد عن هذا القرار من سبقونا كالصين مثلا وذلك لحاجه البلاد الدائمه للطاقات الشبابيه والتي تدفع بعجلة التنميه وتشكل رافعه للتطور وضمان الوفاء برواتب المتقاعدين من كبار السن الا ان العالم يشيخ بفعل بعض القرارات السياسيه وانخفاض معدلات الخصوبه والحروب والاوبئه .
ولكم تحياتي ….
محمود صلاح قطامش