كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد 1328.. “”النفط مقابل المياه””

في سابقه هي الاولي وبعد عدة لقاءات عراقيه تركيه للتباحث حول بعض القضايا الخلافيه بين الجارتين طلب العراق من الجانب التركي الحصول علي كمية مياه اضافيه حيث يعيش العراق بلد دجله والفرات حاله من الجفاف غير مسبوقه حيث تشير الاحصاءات بان مخزون المياه العراقي قد تناقص الي مايقرب من ٧ مليارات متر مكعب بعد ان كان ١٥٠ مليار متر مكعب سابقا …لكن الاجابه علي الطلب العراقي من الوفد التركي بزيادة حصته من المياه كانت علي طريقة معادله سابقه مشئومه في تاريخ العراقيين (( النفط مقابل الغذاء )) مما يعيد الي اذهان العراقيين ذكريات تلك الفتره المؤلمه في حياة العراقيين …..نعود فنقول كانت الاجابه الصادمه هي اتفاق جديد عنوانه (( النفط مقابل المياه )) ……هذه المعادله اما وجدها العراق طريقا للحل ام هي فرضت عليه لفك الحصار المائي والذي يعاني منه من جارتيه ايران وتركيا …..ويبدو ايضا من طريقة سير المفاوضات وممثليها ان هذه المعادله في طريقها للنفاذ حيث جلس مبعوث الرئيس التركه للمياه مع وزير النفط العراقي للتفاوض لجعل هذا المبدا واقعا بين البلدين علي الرغم من عدم قبوله حتي الان .

 

تركيا تتجه لتصدير المياه وجعل العراق سوقها المستقبلي والرئيسي لاستيراد المياه ويبدوا ايضا ان العراق حتي الان يقاوم هذا التشدد بمزيد من الاغراءات في مجال النفط عبر البدأ في تصديره مستخدمين خط الانابيب العراقي التركي والذي تحصل فيه تركيا مقابل عبور النفط لاراضيها علي ٣ مليون دولار يوميا من رسوم عبور النفط لكن تركيا تسعي ايضا لاستخدام المياه لانتزاع مكاسب جديده والحصول علي تخفيض في قيمة التعويض الذي حصلت عليه العراق في القضيه التي كسبها امام المحكمه الجنائيه الدوليه ضد تركيا والتي بلغت قيمته لصالح الحكومه العراقيه ١،٥ مليار دولار امريكي وتسعي ايضا تركيا لزياده رسوم عبور النفط داخل اراضيها الي ٧ دولار مقابل كل برميل …. حتي الان المفاوضات مستمره حيث لم تقدم تركيا اي تعهد باطلاق مزيدا من المياه في نهر الفرات الذي يعاني من شح المياه والذي اصبح يجف قبل ان يلتقي بنهر دجله بالقرب من البصره .

 

هذا الامر بمجرد حدوثه واقراره سيصبح سابقه دوليه يمكن القياس عليها بين الدول التي تنبع منها الانهار والدول التي تصب فيها وذلك الذي قد يكون سببا لكثير من الخلافات التي قد تصل الي حروب ونزاعات مستقبليه بين الدول وسنكون علي موعد قريب مع نوع جديد من حروب المستقبل وهي حرب المياه فهل يصحوا المجتمع الدولي ويقدم علي تنظيم هذا الامر بالقوانين والمعاهدات بين الدول للحفاظ علي الامن والسلام العالمين ؟؟ نتمني ذلك !!!!

 

ولكم تحياتي

 

محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/qatameshyat/public_html/wp-includes/functions.php on line 5464