كلمة العدد 1316.. “”بوتين علي خطي اردوغان””
بعد الفوز الاخير للرئيس التركي في الانتخابات وبعد اتضاح معالم سياسته والتي سينتهجها مستقبلا والتي هي حتما علي انقاض سياسه سابقه سببت له ولتركيا الكثير من العزله والمزيد من الازمات الاقتصاديه الداخليه وانخفاض في قيمة الليره التركيه وارتفاع في نسب التضخم يحاول اردوغان تصفير المشاكل والنأي بتركيا عن الصراعات والتخلي عن سياسته في دعم الاخوان والبعد عن فكرهم المتخلف والتخلي ايضا عن حلم دولة الخلافه وحلم استعادة امجاد الدوله العثمانيه ذلك بمناسبه مرور مائة عام علي توقيع تركيا علي معاهده لوزان والتي فرضت علي تركيا وريثة الدوله العثمانيه قيودا بعد هزيمة الدوله العثمانيه في الحرب العالميه الاولي .
في مقابل هذا نجد ان الرئيس بوتين وفي ظل وقوف كل الدول الاوروبيه وامريكا امام روسيا في حربها مع اوكرانيا واعلانهم جميعا بان روسيا عليها ان لا تنتصر في هذه الحرب والاتفاق ايضا علي ضرورة اغراق روسيا في الوحل الاوكراني حتي تتعظ وتقف علي بوابة اوكرانيا ….. اعتقد الرئيس بوتين ان باستطاعته استعادة امجاد الاتحاد السوفيتي ويتوجب عليه اعاده النظر في كل ماقام به بعد الحرب علي اوكرانيا في فبراير ٢٠٢٢ ولعله قد ادرك ان الحرب ليست نزهه مثل نزهه حربه في سوريا والتي لم يلقي فيها اي مقاومه او لوم دولي او رقيب مثل الذي يلقاه الان في اوكرانيا ومما لاشك فيه ان اخراج روسيا من اوكرانيا ليس بالامر السهل بل سيكون الثمن غالي ولكن في الوقت نفسه البقاء في اوكرانيا مكلفا ومحرجا وعلي خلاف رغبة الدول الاوروبيه وامريكا بل من الممكن ان يكون له اثاره علي بقاء بوتين في السلطه من عدمه .
يبقي درس هام من دروس التاريخ بوتين لم يدركه ولعل الكثير من الباحثين عن اعادة الامجاد لم يدركوه وهو ان القوه العسكريه بكل مافيها من دبابات وصواريخ وقنابل نوويه لم تستطع الحفاظ علي القوه العظمي الثانيه في العالم ( الاتحاد السوفييتي ) ولكنها فشلت لسبب مهم جدا وفي غاية البساطه فشلت عندما فشلت اقتصاديا حيث لا يملك الاتحاد السوفييتي اقتصادا منتجا في ذلك الوقت .
ويحاول اردوغان التصالح مع الواقع ومع العالم ويستعين بأهل اختصاص —وزيره صناعه امريكيه — لاصلاح مايمكن اصلاحه في الاقتصاد للعوده والوقوف علي اقدامه من جديد وهو لايخوض حروبا خارجيه .
فهل سيتخلي بوتين عن احلامه في استعادة الامجاد والكف عن الاعتقاد بان القوه العسكريه هي وحدها من سيعيد المجد في ظل حقيقه انه يستعين في حربه في اوكرانيا بالمسيرات والاسلحه والذخائر من ايران لضمان استمراره في الحرب وذلك علي حساب الاقتصاد المقاطع اوروبيا وامريكيا .
الايام حبلي بكثير من النتائج
والزمن يعلمنا كثير من التجارب
ويكتب التاريخ اسماء المنتصرين .
مع تحياتي ….
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين