كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد 1437.. “ماذا لو قالت حماس لا؟”

بين التشاؤم والتفاؤل والرؤية الواقعية، تعزف الأقلام الصحفية لحن أساسه التخمين والتوقع وعودة الثقة في وعود تم تجربة أصحابها مرارًا ولم يصدقوا فيها، لكن من وجهة نظر يسودها التشاؤم، رأت فيما يقدمه الرئيس الأمريكي ترامب أفكارًا تنكر مجمل الحقوق الفلسطينية، حيث لا سلطة للفلسطينيين، بل عودة للوصاية والمجلس المقترح مخصص لهذا الغرض  (الوصاية) بل إن أكثر من ذلك إن المقترح الأمريكي هو موقف إسرائيل بامتياز ولكن بنكهة أمريكية وهو يعد هزيمة كبرى لحركة حماس كحركة.

ومن وجهة نظر أخرى هي وجهة نظر الدولة الفلسطينية وقيادتها الشرعية والتي أبدت استعدادًا للتعاون مع المقترح الأمريكي لسحب كل الذرائع أمام نتنياهو لضم الضفة وتهجير سكان غزة…..

لكن بواقعية شديدة إن ما طرحه الرئيس الأمريكي يعد إطار عام للسلام في الشرق الأوسط يحتوي على أمر حيوي هو إيقاف الحرب وإخراج طرفي المعادلة (إسرائيل وحماس) من لعبة تبادل الأدوار عبر إفقادهما مبررات الحرب لصالح معادلة جديدة تقودها الولايات المتحدة بخطة في مجملها تتكون من 21 نقطة هي كل ما تسرب منها للإعلام وكل ما فيها لايخدم حركة حماس ولكن يخدم الفلسطينيين عموما في قطاع غزة ويضع حد للإبادة والتجويع، لكن السؤال الأهم ماذا لو رفضت حركة حماس خطة ترامب ؟؟

هل هذا معناه مسح القطاع بالكامل وتدميره؟؟ وهل هذا معناه أيضا أن التهجير هو سيد الموقف؟ أما لو قبلتها حماس فقد تخسر الحركة نفوذها وتخسر الكثير من قاعدتها الشعبية وقد تصبح أكثر عزلة وإسرائيل تعتبر الكاسب الأكبر، وهنا من حقها أن تصيغ خطاب النصر ولعل ذلك هو هدف الإقتراح الأمريكي إن الأمر به كثير من الغموض وهو لا يلبي طموح حركة حماس ولا يتناسب مع حجم التضحيات التي دفعتها والمواطنين ثمنا لتحريك القضية والخطة بها أيضا شك في الحل الدائم لكنها تحتوي على اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية دون إراقة مزيد من الدماء وتدمير ونزوح وتهجير، حماس اليوم تبحث عن نصر تبيعه إلى انصارها وتبحث عن أمل لعودتها للحكم مرة أخرى وهي تلتقي مع نتنياهو في رغبته في البقاء في الحكم وكلاهما يريد ذلك وتتعدد المواقف وتختلف الأهداف والطموح مع وجود رئيس مجلس إداره للقطاع وهو ترامب الذي لديه هو الآخر أهداف أخرى هي الحصول على جائزة نوبل للسلام، وفي ظل هذا التعدد في المصالح للأطراف الثلاثة، حماس ونتنياهو وترامب لا شيء يطمأن على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية ونحن وانت عزيزي القارئ سنبقى في انتظار رأيي حركة حماس.

ولكم تحياتي….
محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى