كلمة العدد 1399.. “”سوريا وخصوصية العلاقه””
من الاوقات التاريخيه النادره التي تري فيها مصر وسوريا في حاله من غموض العلاقه حتي في اوقات الخلاف الشديد مع الرئيس الراحل حافظ الاسد تمكنت القاهره من ايجاد نقاط مشتركه للتعامل معه وحتي بعد اندلاع الثوره ضد بشار الاسد لم تنقطع خطوط الاتصال السياسي والأمني بين القاهره ودمشق …….لذلك العلاقه دوما تبحث عن منطقه دافئه إلا في هذه المره لم تجد مصر شيئا ملموسا يشجعها علي الانفتاح حيث يشير تحليل الخطاب العام الي عدم حدوث تغيير يشجع علي التجاوب سريعا مع الإشارات والتي لم تساعد في تفكيك عناصر القلق بل علي العكس كانت تصب في الاتجاه العكسي جعل من الصعب حدوث الانفتاح في ظل تناقض في هوية الاداره السوريه قد تحتاج فيه سوريا ادخال تعديلات علي توجهاتها ليكون الطريق ممهدا لعلاقه مع مصر والا ستبقي العلاقه في المنطقه الرماديه لاتحمل ملامح سلام وتطبيع ولا مواجهه وصدام ولكل خيار من تلك تبعاته السياسيه تنعكس علي شكل العلاقه ……. قد تتسائل عزيزي القار ئ ما الذي يمنع القاهره من العلاقه مع دمشق وقد تعاملت مع تركيا ومع قطر ؟؟ ولماذا تختلف هذه العلاقه عن علاقه تركيا او قطر حيث كلاهما كان له توجه بالتعامل مع التنظيمات الاسلاميه السياسيه ؟؟ الامر عزيزي القارئ يختلف حيث ان المنطلقات الاسلاميه التي تعتمد عليها تركيا تنطوي علي قدر كبير من البراغماتيه وهي تميل الي العلمانيه اما قطر فهي تعتمد علي هذه التنظيمات لخدمة سياستها الخارجيه وفي الحالتين هذه العلاقه لا تعبر عن هويه لنظام الحكم وهذا علي خلاف النظام السوري الذي لديه توجهات واضحه تعكسها هوية هيئة تحرير الشام التي تقود المشهد الان في سوريا ……… لذلك مهما حاولت الاداره السوريه ارسال تطمينات او اظهار نوايا حسنه او وعود براقه تجاه القاهره سيكون من الصعب حدوث الانفتاح مالم تكن هناك الوان سياسيه اخري خلاف اللون الواحد الطاغي الان علي الحكومه والاداره الحاليه لسوريا .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش