كلمة العدد 1322.. ((المرتزقه هل انتهي دورها ؟ ))
كل المؤشرات تقول اننا سنعيش فتره طويله مع هذه الظاهره حيث سجل التاريخ جيوش مرتزقه كانت تؤدي ادوارا نيابه عن الحكومات الوطنيه نقول ذلك علي الرغم من التمرد الذي قادته مجموعة فاغنر الروسيه فلازال المرتزقه يثبتون بان لهم ادوارا لتحقيق اهداف الدول العظمي وهذا النمط من الحروب الذي يسمي حرب الوكاله مستمر معنا طالما استمرت الرغبه في السيطره وتمدد النفوذ ويبدوا ايضا ان هذه الظاهره لها اساس في التاريخ وهي قديمه فقد رصدها ( ميكافيلي ) في كتابه ( الامير ) في عام ١٥١٣ م حيث قال ( المرتزقه والوكلاء عديموا الفائده وخطيرون ) واثبت التاريخ ايضا ان قاده تاريخيين عظام مثل الاسكندر الاكبر ونابليون بونابرت وغيرهم استعانوا في حروبهم بالمرتزقه علي الرغم من مخاطرهم في حملاتهم العسكريه .
ويبدو ايضا ان هذه المهنه قديمه وان اول دليل سجله التاريخ علي وجودها في اول حمله عسكريه قام بها الفرعون تحتمس الثالث علي سوريا في القرن الخامس قبل الميلاد بجيش فاق في العدد عدد سكان مصر انذاك الامر الذي يؤكد استعانته بالمرتزقه وفي زمن اليونان ايضا كان المرتزقه يمثلون جزءا من الثقافه العسكريه في ذلك الوقت لكن تغير الولاءات للمرتزقه كان العنصر اللافت حيث غير المرتزقه ولاءهم خلال غزو الاسكندر الاكبر للامبراطوريه الفارسيه وغيروا ولاءهم مما اسهم في سقوط الامبراطوريه الرومانيه هذا الامر جعلهم غير محبوبين و اعتبارا من القرن السابع عشر اعتمدت الدول الاوروبيه في تدعيم امبراطورياتها علي الجيوش الوطنيه الدائمه ……. وخلال الحرب العالميه الاولي والثانيه كانت الجيوش المرتزقه موجوده ايضا ولكن تحت اشراف ضباط وطنيين محترفين ….. وبعد الحرب البارده بين الدول العظمي نشأت الحاجه الي المرتزقه لشن الحروب بالوكاله هدفها اضعاف الخصوم وفرض النفوذ والسيطره ولازال حاضرا في الاذهان ( مجموعات ووتش جارد البريطانيه ) ودورها في فرض السيطره للامبراطوريه البريطانيه العظمي في افريقيا واماكن متفرقه في العالم .
وتبقي مجموعات فاجنر الروسيه وبلاك ووتر الامريكيه وسادات التركيه وغيرها الامثله الواضحه علي وجود جيوش المرتزقه ولعبها لادوار هامه في حروب الوكاله ولن يلغي تمرد فاجنر الاخير علي روسيا هذا الدور وحاجة الدول اليها ولكنه يكشف علي ان علي هذه الدول البحث عن طرق جديده لاحكام السيطره عليها ، حروب الوكاله والمسيرات هي شكل الحروب القادمه وارخصها وهي الاذرع لفرض النفوذ والسيطره .
مع تحياتي ……
محمود صلاح قطامش