عفوا عزيزي القارئ فأنا لا اتحدث عن جماعة الاخوان الارهابيه ولكن اتحدث عن حزب جديد في ايطاليا اسمه (( اخوان ايطاليا )) تتزعمه جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفه واليك الحكايه …….
منذ مطلع القرن العشرين وايطاليا تعتبر هي المرآه او البلوره السحريه والتي يستطيع الاوروبيون من خلالها معرفة ماينتظرهم في المستقبل من الناحيه السياسيه فأيطاليا تعتبر اشبه بالمختبر السياسي لاوروبا تنشأ فيها الحركات والتيارات وتجارب المره الاولي وتختفي حتي تعود في اماكن اخري بثوب جديد وفي الغالب اكثر تنظيما و تطورا .
كانت الفاشية منشأها ايطاليا ومعناها العصبه او الاتحاد والاسم مستوحي من الكلمه اللاتينيه (( Faseism ))والتي ادخلتها ايطاليا الي كل القواميس منذ عام ١٩٢٠ علي يد منشاها الاول موسوليني حتي تكون الفاشيه الملهم الي النازيه ومرورا باختراع اخر ايطالي اسمه الديموقراطيه التي اجتاحت اوروبا كلها لاحقا ثم تجربه الحركات الشيوعيه وانهيار الاحزاب التقليديه وفي مقدمتها اليسار حتي نصل الي تيار جديد قاده زعيم الشعبويه السياسيه اليمينية ( سلفيو برلسكوني ) ونمو حركات مناهضه للانظمه القائمه والخروج من الاعراف وقواعد اللعبه السياسيه التقليديه حتي تقدم لنا ايطاليا اليوم وللاتحاد الاوروبي اول تجارب وصول اليمين المتطرف الي الحكم بعد الفوز التاريخي الذي حققه حزب ( اخوان ايطاليا ) بزعامة ( جيورجيا ميلوني ) لتكون أول أمرآة تتولي رئاسه حكومه في ايطاليا وبوصولها هذا والذي يعتبر الحدث الابرز للتحولات السياسيه في اوروبا وهي مستنده علي حزب يميني متطرف يعتمد علي فلول الحركه الفاشية والتي تم حظرها في الدستور الايطالي بعد سقوط موسوليني …… هذا التحول في المشهد السياسي والذي بدا في ايطاليا سيكون هو المشهد الرئيس في اوروبا وهو النتائج الاولي لحقبه مابعد الحرب الروسيه الاوكرانيه وسيكون في اقصي تفاعلاته في فصل الشتاء ……انتظروا ماري لوبان اليمينيه المتطرفه في فرنسا …وحزب ( فوكس ) اليميني بزعامة خوان جارسيا في اسبانيا ……. وحزب ( البديل ) اليميني بزعامة مورج مولتن في المانيا …… وحزب ( ديموقراطي السويد ) اليميني المتطرف بالسويد …….وحزب ( من اجل الحريه ) اليميني بزعامة خيرت فيلدزر في هولندا …. وحزب ( المصلحه الفلمنكيه ) اليميني في بلجيكا وغيرها وغيرها وغيرها …. وعلي السياسين في عالمنا العربي البدء من الان في ايجاد القواسم المشتركه مع الاحزاب اليمينية في اوروبا والاستعداد لمواجهه اثار التناقضات معها مثل استقبال المهاجرين وغيرها .
وحاول تفهم
محمود صلاح قطامش
