
كلمه العدد 1413.. “”متلازمة السقوط””
بالإشارة إلى بعض التصريحات التي يطلقها بعد الساسة الأمريكان انتقادًا لواقع بعض الدول وبنظرة بسيطة لكن واقعية إلى ماضي العلاقات الأمريكية وأنظمة الحكم في العالم وعلى وجه الخصوص في العالم العربي يتضح أن واشنطن لها نظرة تقليديه إلى كل الأنظمة في بلدان الجنوب لا تحددها معايير الإخلاص والوفاء والمحبة وعلاقتها ليست زواجا كاثوليكيا لكنها علاقه مبنية على المصالح سواء كانت الإدارة جمهورية أم ديموقراطية حيث هناك تقاليد راسخة بالقبول بسهولة باحتمالات سقوط الأنظمة وخسارتها حتى وأن كانت تلك الأنظمة حليفة أو صديقة أو على الأقل تعتبر تلك الأنظمة نفسها كذلك.
متلازمة السقوط ترافق السياسة الخارجية الأمريكية من أيام شاه إيران مرورا بماركوس في الفلبين وغيرهم الكثير وهذا السقوط لايعني الخشية من إنهيار الأنظمة الحليفة والصديقة وقد تقوم أجهزتها المخابراتية بإستشراف مستقبل هذه الأنظمة وليس ضروريا أن تكون توقعات تلك الأجهزة صائبة بل كانت في حالات كثيرة بعيدة عن الصواب …. ويبقى الدرس الذي نتعلمه في بلدان الجنوب أن المهم هو بناء علاقات تعتمد على المصالح مع أي نظام، فمثلا لايهم ماضي الرئيس السوري الحالي طالما يحقق مصالح أمريكا ولديه الاستعداد للتقارب مع إسرائيل، إذن من السذاجة الأعتقاد أن للصداقات الشخصية وزن يفوق المصالح والحسابات الاستراتيجية الأمريكية والربيع العربي حاضر بنماذج من حكام كانت تربطهم علاقات مهمة وشخصية في واشنطن ولهم من المدافعين داخل أروقة السياسة الأمريكيه فسقوط الأنظمة لا يعني لهم شيء إلا إذا كان يحمل مايهدد مصالح واشنطن ويعرضها للخطر وهناك خارطة تعدها أمريكا وتسعى لرسمها وفرضها في المنطقه بعد حرب غزه وهي لم تعد خافية علي أحد بإختصار تعني الإندماج الإقليمي الكامل لإسرائيل في المنطقة وتحجيم قدرات إيران ووكلائها في المنطقة وقتل روح المقاومة ………. وبناء عليه لابد من الإدراك الكامل لكل الدول العربية وأنظمة الحكم فيها وطبقا للقراءة في واقع السنوات والعقود الماضية أن المسئولية الأساسية في البقاء في الحكم أو السقوط هي مسئولية أنظمة الحكم نفسها قبل أن تكون مسئولية الإدارة الأمريكية أو أي عاصمة أوروبية أو عالمية أخرى حيث تقع على عاتق هذه الأنظمة مسئولية الاستقرار ببلدانها وضمان وفاء أنظمتها وأجهزتها وشعوبها لها أما القوى العظمى وفائها إلى مصالحها فقط وعلينا أن ننتبه بشدة دوما لتلك التصريحات التي يطلقها مسئولون أمريكيون عن تحليلات وتوقعات قد تحدث في المستقبل القريب لأنها فقط من باب ممارسة الضغط على البلاد التي تنتقدها ومحاولات مساومة و أبتزاز لتحقيق بعض المصالح والمكاسب في بعض الملفات العالقة.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش