كلمه العدد ١١٨٠ “اقليم التيجراي الاثيوبي وحق تقرير المصير والوقوف في وجه ديكتاتوريه في طور التشكيل”
كشفت التطورات الاخيره بين إقليم تيجراي والحكومة المركزية في أديس أبابا، والتي وصلت حد الاشتباك المسلح، أن وحدة ثاني أكبر دولة أفريقية، من حيث عدد السكان، باتت على المحك، ويُخشى أن تنزلق إلى أتون صراع يتم فيه استخدام الإثنيات العرقيه ، الامر الذي سيكون زلزالا يضرب كل دول القرن الأفريقي جراء التداخل الإثني والجغرافي بينها؛ مما يجعل أمن كل منها يرتبط ارتباطا وثيقا مع الأخرى.
فماهو اقليم التيجراي واين يقع وماهي قصته ؟
التيجراي مجموعة إثنية تعيش في الأجزاء الوسطى والشمالية من أريتريا، وفي المرتفعات الشرقية الاثيوبيه في اقليم التيجراي ويشكلون قرابة الـ 99.6 ٪ من نسبة سكان إقليم التيجراي الاثيوبي و6.1 ٪ من مجموع سكان إثيوبيا بتعداد يبلغ حوالي 5.7 مليون نسمة. وهذا الاقليم احد اقاليم اثيوبيا العشره التي يذيد عدد سكانها عن مائه مليون نسمه الذين يتوزعون علي ثمانين مجموعه اثنيه …
وبعد ان صعد ابي احمد قدم نفسه رجلا إصلاحيا للعالم، فقام بإطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين، وفتح للصحافة قدرا من الحرية، وشدد على أنه يريد محاربة الفساد، وأطلق على عام 2018 في إثيوبيا عام المصالحات. الا انه وبعد هذا التاريخ وعبر سلسله من الاجراءات التي تراها المعارضه غير ديموقراطيه واقاله القائد العام للجيش ومجموعه من الاغتيالات للمعارضين لحكم ابي احمد . تصاعد الخلاف بين آبي أحمد وإقليم التيحراي عندما أقر البرلمان بطلب من آبي أحمد تأجيل الانتخابات العامة التي كانت مقررة في يونيو 2020، وتمديد ولاية رئيس الوزراء التي انتهت في مايو ، والتي كان من المقرر أن تجري في أغسطس وهو ما اعتبره التيجراي غير دستوري، وأعلنت رئيسة البرلمان ثريا إبراهيم المنتمية للتيجراي استقالتها من منصبها خلال مهرجان خطابي أقيم في عاصمة إقليم تيجراي (مكلي)، وقالت “لست مستعدة للعمل مع مجموعة تنتهك الدستور، إنها دكتاتورية في طور التكوين”.وبعد هذه الاستقاله واستقالات اخري
عقد حزب جبهة شعب التيجراي مؤتمره في يونيو 2020، وخلاله أعلن أنه سينظم الانتخابات في الإقليم بصورة منفردة كما هو مقرر في أغسطس وطالب اللجنة المركزية للانتخابات الإشراف على انتخاباته.
وعقب تنظيمه لها ومشاركة حوالي 2,7 مليون ناخب فيها، رفضت الحكومة المركزية الاعتراف بها، واعتبرتها غير قانونية وغير دستورية، وردت حكومة إقليم التيجراي بأنها لا تعترف بالحكومة المركزية باعتبار أنها جسم غير دستوري. وكان قرار الحكومة المركزية في سبتمبر/2020 وقف التحويلات المالية منها إلى إقليم تيجراي أقصى أنواع التصعيد بين الطرفين، واعتبره الإقليم إعلانا للحرب عليه. وفي الأسبوع الأخير من أكتوبر/ 2020 طالب إقليم تيجراي المجتمع الدولي بالتدخل في الأزمة، ثم ألحق ذلك بالإعلان أنه يتعرض لتهديد عسكري من الحكومة المركزية، والتي وصفت ما يجري في تيجراي بالتمرد.
وفي الثاني من نوفمبر بدأت الاشتباكات المسلحة وسقوط ضحايا بين الجانبين في ظل اتهام كل طرف للآخر ببدئها. وهي المرة الأولى في تاريخ البلاد تحدث مواجهة مسلحة مباشرة ما بين إقليم والحكومة المركزية، وما يزيد المخاوف من أن إقليم تيجراي قد يذهب أبعد من المواجهة، ويقرر الانفصال عن دولة إثيوبيا المركزية. بل إن البعض يري بأن الإقليم قد يقرر استخدام الحق الذي منحته له المادة (39) من دستور إثيوبيا لعام 1995، والتي تنص بما معناه (لكل شعب من شعوب إثيوبيا حق تقرير المصير والانفصال غير المشروط). وبعد .. الي اين تتجه هذه الخلافات التي تهدد الاستقرار في اثيوبيا وفي منطقه الحدود السودانيه والاريترية ذات الاهميه الاستراتيجيه ؟؟ وهل ستكون هذه الخلافات المفتاح السحري الذي يفك الصلف والتعنت الاثيوبي في ملف سد النهضه الاثيوبي مع السودان ومصر ؟ ذلك الذي ستجيب عنه الايام القليله القادمه .
وحاول تفهم .
مصر تلاتين