نحن لا نقدم دروسا أو نصائح لإسرائيل، لكن في تصورنا إن إسرائيل تعلمت الكثير من الدروس العظيمة من حربها مع مصر …. فقد تعلمت أنه مهما كانت أدوات الحرب لديها عظيمة، لكنها تكسرت أمام عظمة الإرادة للمقاتل المصري …
تعلمت أيضًا إسرائيل بأن مصر لا يمكن أن تنسى ثأرها مهما طال الزمن لأنها صاحبة إرث حضاري ممتد في الجينات المصرية عبر الزمن ……
تعلمت إسرائيل أيضًا بأن ماتراه أمامها ليس بالضرورة أن يكون حقيقيًا وأتحدث هنا عن خطة الخداع الاستراتيجي التي استطاعت فيها مصر إخفاء نيتها بالهجوم، على الرغم من وضوح كل شي على الجبهة ………
تعلمت إسرائيل فشل نظرية أن الأمن يتحقق باحتلال أرض الخصم لان في ذلك هلاكها لبعد خطوط أمدادها وأمكانية اختراق ومهاجمة قواتها من الخلف ……
تعلمت إسرائيل أن لا تهاجم الكثافات البشرية، لأنها تذوب في داخلها فقد فشلت في احتلال السويس واحتلال الإسماعيلية وأن دخلتها تعلم بأن الجحيم في انتظارها ……
تعلمت إسرائيل أيضا بأنها لا تستطيع أن تحارب في جبهتين لجيوش نظامية وليس أحزاب أو ميليشيات في وقت واحد، حيث نجحت مصر وسوريا في إدارة معركتيهما بشكل رائع ضمن لهما التفوق …….
تعلمت إسرائيل أنه من الأفضل لها ولحماية مواطنيها عمل حدود آمنة وليس احتلال أراضي الغير بالقوة ……
وتعلمت إسرائيل أيضًا بأن لا تحارب مصر ولا تخوض حربا ضدها، لأن مصر لها العقيدة العسكرية الراسخة في أذهان جيشها أن لاتقبل الهزيمة ومن الأفضل لإسرائيل أن تعقد صلحا أو سلاما معها وأن حربها مع مصر مهما تعددت جولاته قد يهدد بقائها ووجودها …..
ويبقي الدرس الذي لم تتعلمه إسرائيل حتى الآن أنه مهما طال أمد الاحتلال للأرض، حتما ستعود الأرض إلى أصحابها، وسيناء كانت شاهدة وقد عادت كاملة غير منقوصة شبر واحد إلى حضن الوطن، وقد عاد أيضًا الجنوب اللبناني كاملا في نهايه الأمر ………
لذلك عليها أن تحترم الحق الفلسطيني في أرضه وفي وجوده وتعيد له دولته لأن فلسطين ستعود حتما إلى أهلها مهما طال الزمن وتبدلت دولة.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
