
كلمة العدد 1436.. “ضربتين في الراس !!! توجع”
في أقل من ثلاثة أشهر تعرضت قطر إلى ضربتين موجعتين قصفا بالصواريخ من دولتين كانت تصنفهم سياسيًا في خانة الأصدقاء، فقط هي 78 يومًا بين قصف إيران لقاعدة العيديد وبين الهجوم الإسرائيلي على وفد حماس المفاوض في قطر.
لم تستفق قطر من ضربة الصديق الأول، إلا وهي تستقبل الضربة الثانية من صديقها الثاني (إسرائيل) ومن ترعي المفاوضات لأجله سنوات، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية المتميزة، حيث وصفت قطر ذلك الإعتداء بالخيانة، فما الذي حدث وما أسباب ذلك ؟؟؟؟
في يقيني أننا نعيش في جغرافيا لا يمكن التنبؤ بحاضرها، فكيف يمكننا توقع مستقبلها؟ الثابت أن الحركة في الشرق الأوسط ليس لها وقوف ودوام الحركة غالبا ما يؤدي إلى الصدام، ولا شك أن أمور كثيرة مرتبطة بالتحالفات السياسية ومرتبطة أيضًا بالسياسات المتناقضة التي تؤدي إلى اشتباكات حادة، على الرغم من أن دور السياسة دوما هو تجنب الصدام، لكن العقل الخليجي والعربي لا يمكن أن ينسى غزو العراق للكويت في عام 1990 مهما تعاقب على هذا الحدث من أحداث، فالغدر الذي طعن ظهر العرب هو خنجر العرب، وقد شكل تحول في الوجدان وقد يكون أيضُا من أسباب ذلك، أن قطر دفعت ثمن سياساتها المتناقضة وهي التي ستقود إلى هذه النتيجة الحتمية، وحتى الآن كل التقييمات تعجز عن إيجاد المبررات لهذه الإستهانة الإسرائيلية بالكرامة الوطنية القطرية، فمن حدثت الخيانة هل جاءت من أمريكا ؟؟أم من إسرائيل ؟؟ أم من تركيا ؟؟
إن هذا الأمر سيحمل الكثير من الأسرار ربما المستقبل وحده سيكشف عنها غير أن الثابت إن من قام بها هو إسرائيل التي كانت قطر مفتاحها لكل العرب ولولا قناة الجزيرة ما عرف العرب إسرائيل منذ ظهور بيريز وتسيبي ليفني حتى نتنياهو ومحللي القناة الذين يبثون من وسط ومن داخل تل أبيب لكن هل من دروس؟ وهل من عبر تستخلص من هذا الإعتداء؟ في تقديرنا إن الدرس الأهم هو أن المنظومات الأمنية العربية والخليجية المرتبطة بالخارج لم تعد تصلح وحتى الاتفاقات السلمية المزمع عقدها مع إسرائيل أثبتت الضربة أن إسرائيل غير مؤهلة للسلام مع الدول العربية وهي غير مؤهلة لأي سلام مستقبلي مع أي دولة وتحت أي مسمى في المستقبل، طالما هي لم تعلن حدودها وطالما هي لم تتخلى عن سياستها التوسعية والعنصرية تجاه جميع الدول العربية، وعلى جميع الدول العربية قراءة ذلك منفردين ومجتمعين وعليهم عمل منظومة ردع لديها القدرة على أحداث نفس القدر من الألم ومن الضرر وذلك لجعل كل معتدي أن يفكر آلاف المرات قبل أن يأخذ قراره بالإعتداء وخلاف ذلك سيبقى الأمر من باب التجارب التي أثبت ماضينا القريب أن جميعها لم تصلح وعلينا استحداثها اعتمادا على الذات أو على مصادر لا نشك لحظة في تبدل ولائها مع طرح السؤال الأهم حول الموثوقية الدولية وجدوى المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة والأم المتحدة والدرس الأهم لقطر أنها لم تجد أحد معها ممن ظنت أنهم حلفاء لها لا إيران ولا تركيا ولا حتى أمريكا التي فتحت لها أبوابها.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش