
كلمة العدد 1431.. “الإخوان و إعلام ما بعد السقوط!”
في ظل تصاعد مشاريع التأثير الإعلامي العابر للحدود، برزت أهمية دراسة كيفية مواجهة الإعلام الإخواني، ليس فقط عبر كشف محتواه، بل بتحليل بنيته النفسية والسياسية، ويأتي كتاب (الإخوان – أعلام مابعد السقوط) للدكتور ضياء رشوان في هذا السياق ليؤكد أن المواجهة مع التطرف لا تقتصر فقط على الأدوات الأمنية، بل تشمل أيضًا تفكيك منظومة الأفكار والسرديات التي تسمح له بإعادة إنتاج نفسه حتى في حالات التراجع والإنهيار التنظيمي، حيث يعرض الدكتور ضياء رشوان في كتابه تحليلا متعمقا لدور الإعلام في استراتيجية الإخوان منذ تأسيسهم وحتى السقوط السياسي في مصر بعد ثوره ٣٠ يونيو الشعبية عام (٢٠١٣) وفي بعض الدول العربية الأخرى.
موضحا كيف كان الإعلام أداة حيوية للجماعة في الدعاية والتحريض والتعبئة الجماهيرية، موضحا تطور الوسائل الإعلامية التي استخدمتها الجماعة بدءًا من المجلات والصحف التقليدية إلى المنصات الرقمية الحديثة.
ومع تراجع نفوذ الجماعة في مصر، تغيرت طبيعة الإعلام الإخواني، ليصبح منصبًا على التحريض ضد الدولة محاولا زعزعة استقرارها وتشويه انجازاتها.
ويذكر الكتاب الإعلام الإخواني في أربعة محاور رئيسية، علاقته بالإرهاب وهيكلية أنتاجه وأهدافه وواقع تاثيره مع التركيز على الفشل النسبي الذي مني به هذا الإعلام في تحقيق أهدافه السياسية، بسبب قصوره في تحليل الواقع واعتماده على التشويه بالتضليل المعلوماتي والذي يسهل كشفه بمجرد إظهار الحقيقة، وعدم قدرته على كسب جمهور واسع رغم المحاولات المستمرة.
وتناول الكتاب في تحليله الجانب النفسي والسياسي للإعلام الإخواني مشيرًا إلى اعتماده على الفبركة ونشر الإشاعات والأكاذيب مستغلا هشاشة بعض فئات المجتمع وضعف الثقافة الفكرية فيها، خصوصًا عند استغلال الخطاب الديني لتفسير قضايا اجتماعية واقتصادية معقدة.
ويأتي الكتاب ليسلط الضوء على المخاطر التي يمثلها الإعلام الإخواني على الدولة الوطنية في مصر والمنطقة العربية عموما.
ومن المعروف أن القفزة التقنية التي حدثت خلال العقدين الأخيرين، قد منحت الجماعة قدرة غير مسبوقة على تشكيل وعي مستفيدة من مواقع التواصل الاجتماعي، كساحات تعبئة وتحريض وبروباجندا متحررة من الرقابة ومدعومة من دول وجهات سياسية تحتفظ بمصالح مباشرة مع الجماعة، هدفها زعزعة استقرار الدول، حيث تحولت تلك الأدوات للهدم والتشويه عبر أساليب ممنهجة في التضليل ونشر الإشاعات
وتزييف الحقائق عبر ألة جهنمية برعوا في صناعتها وفي استخدامها.
ولكم التحية
محمود صلاح قطامش