
كلمة العدد 1430.. “بعد مصر الدور على مين؟”
في ظل التطور الرهيب في آليات التعبئة والتحريض والاستقطاب وصناعة الوهم والأكاذيب وفبركة الوقائع والتلاعب بالقول والمشاعر، والتي تبدع فيها عناصر إخوانية بعينها عبر نسق تصاعدي والتي أصبحت بشكل واضح مستهدفة الدولة المصرية، لم يسأل أحد نفسه ممن حولنا ومن أهلنا في العالم العربي لماذا مصر ؟؟ وهل كل مايحدث الآن ضد مصر غير مرشح بأن يستهدف دول عربية أخرى حتى لو من باب الإبتزاز ؟؟ …….
وأستعراضا لحملة واسعة وعلى أكثر من صعيد في الفترة الماضية بالتظاهر أمام السفارات المصرية، من قبل عناصر إخوانية ويجدون لهم أنصار ممن يتبنون نظرية (الخراب الأكبر) ولايجدون أي مانع في دمار الدول الوطنية وتمزيق شعوبها، طالما ذلك يفتح الطريق للجماعة الإرهابية للحكم أو العودة إليه بعد أن سحبته منهم الإرادات الشعبية المختلفة.
والغريب عزيزي القارئ هو الاتجاه إلى الإنقلاب على معايير الإدانة، فبدلا من توجيه الإدانة إلى إسرائيل والتاكيد على مسئوليتها في حرب الإبادة والتجويع والتعطيش والتهجير القسري، اتجهوا بكل ما أوتوا من قوه إلى تشويه الدولة المصرية، الأمر الذي وصل إليه التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب رافعين الأعلام الإسرائيلية، هاتفين ضد مصر ضد حاضنة العرب، ضد أم الدنيا التي دفعت تاريخيًا الفواتير الغالية في وقت كان البعض يكتفي بالصمت أو الشماتة عند النكسة والتشكيك في قيمة النصر المحقق ……
خرج الإخوان في نسق موحد ودفعة واحدة في إطار مؤامرة أقليمية ودولية لإرباك القاهرة، حتى تقبل بمخطط التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية، والأمر الخطير أن الآليات المستخدمة في استهداف مصر حاليا صارت في متناول الجميع وقد تستخدم لإستهداف دول عربية أخرى، ولكن بأسلوب أكثر تطورا وأكثر شرًا وخطرًا، يطلقون عليه الآن (الموجة الثانية من الربيع العربي) والذي لازالت مع الآسف تراهن عليه بعض القوى الأقليمية بأشعال الفتنة والترويج لثقافة الكراهية وتنفيذ ممنهج لمخطط تخريب الدول الوطنية …
على الجميع أن يدرك، أن استهداف مصر الآن سيصيب بالخراب دول أخرى ولن يقف عندها.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش