
كلمة العدد 1425.. “غزة الجرح النازف”
هل تعلم عزيزي القارئ، أن الدول الغربية الديموقراطية، فرضت على روسيا أكثر من 24 ألف عقوبة بسبب غزوها لأوكرانيا بزريعة إنتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان وقتل المدنيين، في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل بمنتهى الحرية، القتل في أبناء الشعب الفلسطيني في غزة …… لك الله يا غزة….. ففي زمن تدار فيه الحياة، بزر إطلاق وتختصر في نقطة ‘ستهداف يصبح الحديث عن الإنسان ترفا بعد غياب الحكمة والمعايير المزدوجة الحديث فيها عن الضمير ضعف وعن الحكمة جبن في حروب يمارس فيها القتل المجنون تنفتح فيه مع حرب غزة فوهة عمياء تمارس فيه إسرائيل القتل والاعتداء بدون حذر او خوف من المحاسبة أنها حرب على الإنسان حرب على المعاني النبيلة حرب على الذاكرة أن الصواريخ التي تطلق في سماء المنطقة والقنابل التي تلقى يوميًا على غزة هي إعلان جماعي بالعجز الأخلاقي الذي انتصر على كل حكمة يرتفع فيها منسوب الصمت مع منسوب الدماء وسينخفض معها منسوب الحكمة والعقل إلى أقل مستوى حتى يصبح معدوما ٠٠٠٠٠
لا أحد عاد ينبه للحق الفلسطيني ولا أحد يسأل كم فلسطينيا سيولد ويموت تحت الركام؟ وكم طفل فقد أباه قبل أن يعرف أسمه؟ وكم عاصمة ترى القتل وتعتاد عليه كأحداث جانبيه في نشرات الاخبار ؟ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
غزة تلك الجرح الذي يشكل الإحراج العربي والخجل العربي والضعف العربي، تحولت لتكون جرس إنذار كوني لا يدق لتنبيه العرب فقط بل ليفضح هشاشة القيم الدولية والقيم الإنسانية التي تصم آذانها فلا يمكن للمجتمع الغربي وقادته التباكي على الأبرياء في أوكرانيا، بينما تبارك بالصمت الضحايا من الأبرياء في غزة ولا يمكن أن تكون الإنسانية مزدوجة، هكذا وإلى هذا الحد إلا إذا كنا شهداء على موتها والعالم كله أنقسم بين من ينتظر وبين من يراهن على القوة وبين من يغرق في عزلة والأمر واضح والأزمة ليست أزمة أدوات لإيقاف هذا النزيف، بل هي أزمة ضمير ولا ينقص العالم سلاح حتى ينتصر للحق ويمنع الظلم عليه، فقط أن يأخذ القرار ولا يتحول إلى شاهد زور، لكن يبدو أن الجميع أخذ القرارات بأن يكون الحضور صامتا في جنازة الإنسان الفلسطيني العربي وإسرائيل تجيد القتل تحت مظلة القانون الدولي المزيف والضحايا قد اختارو أماكنهم في غزة، في معركة مفروضة عليهم بلا اختيار، تساوى فيها المحتل مع المستهدف بالقتل ٠٠٠٠٠٠
لا أحد ينتصر حين تخسر الحياة ………. وإلى أن يولد فعل لا يدير الأزمة بل يفضحها ويكسر حلقاتها، تظل غزة تحتاج منا إعادة ترتيب ضمائرنا العربية المدفونة تحت إنقاض خرابها وفوق جثث شهدائها.
ولكم تحياتي .
محمود صلاح قطامش