Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد 1424.. “زمن الممانعة إلى أين؟!”

انتهى زمن الممانعة وانكسر المحور ولم يعد في إيران —ومن يسير في فلكها — من يتحدث عن الثورة الإسلامية، يملك غير حطام الجغرافيا وركنا مخفيا في التاريخ كتبه عنها المنتصر فلم يعد الردع وهما ولم تعد المقاومة بالحناجر، الأمر صار أصعب وأشد، أصبح يحتاج إلى طائرات تحلق وأسلحة تخترق وعلوم حديثة، لابد من الأخذ بها وحدودًا يعاد رسمها بالدم ومن لا يدرك هذا هو أول من يدفع الثمن.

على مدار حرب ممتدة خاضتها إيران من عام 1979 حتى عام 2025 حاولت فيها إخضاع الشرق الأوسط لنفوذها السياسي، أعتمدت فيه على (تخصيب عقول) في مفاعلات الوهم، إعادت فيها شعوب لبنان والعراق واليمن وسوريا وربما المنطقة كلها إلى عصور الإنقسام الطائفي والخراب، في الوقت الذي عجزت فيه عن تخصيب اليورانيوم لتنتج قنبلة نووية تبتز فيها المنطقة وشعوب العالم، لا وعدها صدق ولا مشروعها صمد ولا وكلائها انتصروا، انكشفت الرواية وسقط القناع لتدق طبول النهاية في مشروع إقليمي فاشل تخفى طوال الوقت خلف مرحلة طويلة من التضليل الأيديولوجي خلف ولاية الفقيه وعباءة القدس.

حتى يسقط كل شئ بضربة واحدة في صميم الرواية التي بدأت بالثورة وانتهت بالسقوط الحر أمام شعب منهك وواقع لا يرحم وعالم ضاق ذرعا بالوهم.

وانتهت حرب 12 يوم وكل طرف من أطرافها لازال يدعي الانتصار، لكن لا أحد يستطيع إنكار الخسائر …. سقطت فيه إيران ولم يسقط نظام الملالي وسقطت مع إيران الرواية ليعلن فيه الملالي نصرًا إلهيًا، لا سلام فيه ولكن استعداد لجولة جديدة بلا دم وبلا قواعد وترامب لا يطفئ الحريق بل يعيد ترتيب الحطب إلى جولة جديدة، الربح فيها ليس بعدد الصواريخ التي سقطت ولكن بعدد الأوهام التي تم تمزيقها وعدد اللاعبين الذين صاروا مكشوفين وعدد اللاعبين الذين اصبحوا قابلين للإبتزاز بعد سقوط محاور إيران وأذرعها، أصبحنا أمام سياسة قديمة لكنها مجددة، حيث يتم التلاعب فيها بالعقائد وتحرق فيه الأطراف حتى يتم التفاوض مع الرأس …

لا تنخدعوا لا هدنة الآن لكنها فرصة لالتقاط الأنفاس وحشو الرئة بالغاز السام في شرق أوسط في حالة إضطراب مدروس تشتغل فيه غرف المخابرات لتشعل حربا جديدة، ربما تكون بين السنه والشيعة، حيث أمريكا لا تؤمن بالفراغ هي تخلقه كي تملأه، هذا ليس عبثا بل واقعية شديدة، لا اخلاق فيها تنتصر ولا مبادئ تفوز ولكنها حبلى بأدوات جديدة للهيمنة والسيطرة.

خصمك اليوم هو شريكك غدًا وحليفك لأبد أن تخشاه أكثر من خصمك في فلسفة لم تتغير (فرق تسد) ونظرية تعاد فصولها الآن ببراعة، أنها ياسادة ….. الفوضى الخلاقة.

ولكم تحياتي .
محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى