
كلمة العدد 1423.. “نبوءة كاتب أم عبقرية بلاد؟”
في مسلسل مصري عرض عام ٢٠٢١ (هجمة مرتدة للمؤلف ماهر دويدار) رصد أحداث ومقدمات ثورة يناير ٢٠١١ وردت عبارة على لسان أحد ضباط المخابرات المصرية بالمسلسل، حيث قال التالي (اللي هيعدي سليم لغاية ٢٠٣٠ هو اللي هيكمل).
هذه العبارة العبقرية والتي قد تكون تمثل نبوءة كاتب لا زلنا ومنذ أربعة أعوام من تاريخ عرض المسلسل ونحن نرى شواهد على صدق توقعها، فلا يمكن أن ننسى الحوادث الكثيرة التي تعرضت لها مصر، وكيف صمدت في وجهها، بل وفي بعض الأحيان، ردات فعل مصر كانت لم تعجبنا وهو الذي يدفعني الآن لأقول، أن تلك العبارة تمثل عبقرية جهاز مصري قرأ المستقبل بشكل رائع ومحترف ووضع سياساته لمواجهة الأحداث على اساسها والأمثله كثيرة.
والأحداث تدلل على صدقها، وعبقرية ردت الفعل المصرية المتناسبة معها، فمثلا هناك القبضة الأمنية التي يشتكي منها البعض، أنظر لما حدث في إيران من إنفلات وإختراق لأمنهم أثناء القصف الإسرائيلي، وكيف عمل الجواسيس بحرية على قتل العلماء وتدمير منظومة الدفاع الجوي وإغتيال بعض القادة العسكريين ولازال استشهاد إسماعيل هنية شاهد على إختراق الجواسيس إيران ……. وأن أردت مثال آخر، اسأل نفسك، ما هو مبرر مصر لفتح أبوابها لكل المهاجرين على أرضها من سوريا والعراق واليمن والسودان، وأنظر إلى ما تقوله مصر الآن، أحد الأسباب لرفض قبول التهجير واستقبال سكان غزة، حيث تقول أن ذلك سيدفع بالهجرة للسفر إلى ليبيا وبعدها إلى أوروبا عبر البحر، فكان التجاوب والدفع الأوروبي برفض التهجير دعما للقرار المصري، وأنظر إلى ما فعلته مصر مع المفاوضات مع أثيوبيا وكيف تعاملت مع التعنت والاستفزاز الأثيوبي، بعدم عقد اتفاق حتى الآن وكيف صمدت مصر بحكمة شديدة وضبط نفس وصبر استراتيجي حتى لا تقع في حرب غير محسوبة مع الجانب الأثيوبي، وأنظر أيضًا لحملة الاستفزاز الإسرائيلية في غزة وزيادة أساليب التحرش، لجر مصر إلى المجهول، وأنظر أيضًا كيف تعاملت مصر مع ملف الإرهاب في سيناء وتحديث الجيش والتسلح.
ولعلك عزيزي القارئ تري ما يحدث حولنا في السودان وليبيا واليمن الذي أثر على دخلنا من قناة السويس لتعرف أنها جميعا كانت محاولات لجرنا إلى المجهول، لكن حكمة الإدارة المصرية حتى الآن منعت ذلك.
وتدور الأيام وتقع السودان ويسقط الأسد وتسقط سوريا نفسها ويقع حزب الله ويفقد قادته وتفقد إيران مفاعلها النووي وتتعرض للتدمير وتفقد علمائها وبعض قادتها العسكريين، تلك الاحداث جميعا وغيرها يجعل تلك العبارة العبقرية على لسان أحد ضباط المخابرات في المسلسل (اللي هيعدي سليم لغاية ٢٠٣٠ هو اللي هيكمل) تصبح الترند على مواقع التواصل الاجتماعي لإعادة أكتشاف المسلسل مرة أخرى، ولكن بقراءة سياسية عميقة تخاطب المستقبل، حيث لم تكن معالمه واضحة وقت إذاعته والتي يبدو أن الرسالة من خلفه هي تنوير الشعب المصري بما هو أت وتعزيز ثقته في قيادته وفي قرارها …….
وبعد هذه النبوءة، نجت مصر من مطبات عديدة وبدت مستعدة إلى ما هو أقصى في الفترة القادمة بعد أن فرغ وجهز مسرح الأحداث وفرغ من اللاعبين المشاغبين الذين شغلوا إسرائيل والولايات المتحدة ٠٠٠٠
أحداث كثيرة مرت على مصر حمتها مناعتها من التأثر بها والوقوع فيها وأوقفتها تلك النبوءة من الإقتراب منها بعد توفيق الله وحفظه ……….
حمي الله بلادنا وشعبها وقيادتها وجيشها وأجهزتها التي تستطيع القراءة المستقبلية للأحداث والتنبوء والتعامل بحرفية مع مستقبل البلاد بالإجراءات الضرورية المناسبة.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش