
كلمة العدد 1418.. “في السياسة لا هدايا مجانية”
بعد إعلان الرئيس ترامب من الرياض برفع العقوبات المفروضة على سوريا، فعلي السوريين جميعا التفكير جليا في الثمن المطلوب دفعه، مقابل ذلك، حيث في نفس اللقاء طلب الرئيس ترامب من أحمد الشرع بضرورة الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وطلب أيضا إبلاغ كل الإرهابين الأجانب بمغادرة سوريا وطلب مساندة الولايات المتحدة، ومنع عودة داعش وطلب أيضا الاضطلاع بالمسؤلية عن مراكز الاعتقال المتعلقة بداعش.
وقد أكد أحمد الشرع بدوره بإلتزام سوريا باتفاق فك الإشتباك الموقع في عام ١٩٧٤ والذي كان عبارة عن تكريس احتلال الجولان ضمان لبقاء الأسد في الحكم والذي تم توقيعه مع هنري كيسنجر ……..
ومن المعروف أن اللقاء بالرياض مع الرئيس الأمريكي ترامب سبقه مفاوضات سرية، كانت ترعاها دولة الإمارات العربية بين سوريا وإسرائيل وأخرى كانت بين وفود أمريكية وسوريا كان من أبرزها وفد من زعماء المنظمات اليهودية الأمريكية، على رأسه جوناتان باس الذي يمتلك شركة نفط أمريكية ٠٠٠٠
يبدو أن سوريا أحمد الشرع في الطريق للذهاب بعيدًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ظل حالة من الصمت السوري تجاه كل الاختراقات التي تقوم بها إسرائيل على المستوى العسكري بتدمير كل القدرات العسكرية للدولة السورية وعلى المستوى المخابراتي باختراق الأراضي السورية وانتشال جثث لإسرائيليين سبق دفنهم في المقابر السورية وأخر تلك العمليات المخابراتية الاستيلاء على الملف السري للجاسوس الإسرائيلي أيلي كوهين المعروف باسم كامل أمين ثابت وذلك الملف يحتوي على اكثر من ٢٥٠٠ مستند ووثيقة وصورة كان محفوظ في مكان سري لدي المخابرات السورية وذلك الذي يترك ظلال من الشك حول المستوى الذي وصل فيه الاختراق الإسرائيلي للدولة السورية وإلى أي مدى وصل التعاون بين الدولتين إلى الحد الذي سمح بالوصول إلى تلك الجثث والملفات ومن هي الدولة الصديقة لإسرائيل التي تعاونت مخابراتها مع إسرائيل لإنجاز ذلك ٠٠٠
الأمر قد وصل إلى أبعد حد وما نراه من مفاوضات أو تصريحات إعلامية في الصحف ما هي إلا رأس الجليد الطافي وما يخفي تحته لا يمكنك توقعه ولا معرفة حجمه ٠٠٠٠
تغيرت اللعبة الآن في سوريا بعد دخول لاعبين جدد وبعد دخول تركيا على الخط، حيث عاد السنه إلى حكم سوريا للمرة الأولى منذ عام ١٩٦٦ بعدما رفعت إسرائيل الغطاء الذي كانت توفره للنظام العلوي ونظام بشار الأسد الذي يبدو أنه استهلك نفسه واستنفذ دوره لذلك كانت النهاية الدراماتيكية في السقوط.
والأيام تحمل كثيرًا وسوف تاتي النتائج بسرعة لأن المنطقة تغلي منذ الزلزال الذي وقع من حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حتى نري نظام الأمر الواقع في سوريا كيف ومتى سيسدد الفواتير وربما يكون الثمن ضمان بقاؤه كما حدث مع النظام العلوي لبشار الأسد أو التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه من سوريا وبناء نظام جديد يبقى على حكم الأمر الواقع إلى سنوات طويلة أخرى ويبدو أيضًا أن عبارة (لا أحد يقول لا إلى ترامب) سيكون لها مالها في المستقبل القريب.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش