هذا السيناريو ليس ما يشغلنا في مصر ولا في عالمنا العربي ولكنه السيناريو الذي يشغل مراكز الفكر والدراسات في إسرائيل وهو حدوث تحول في العلاقات مع الولايات المتحده الامريكيه ويبدو ان التفاؤل الذي صاحب فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واليمين المحافظ معه قد بدأ يتبدد بعد ثلاثة شهور من دخوله البيت الأبيض وقد حل محل هذا التفاؤل توجس وريبه بشأن رؤية تغير عكسي في العلاقات بين واشنطن وتل ابيب وفقا للعقليه التي تحكم البيت الأبيض الان ويتحكم فيها عقليه الربح والخساره مما يجعلها في لحظه قد تتبني سياسات مفاجئه وهو امر قريب الحدوث والامكانيه …..والمؤشرات الاتيه من ادارة ترامب تقول انها قد بدات تتخذ مسافه واضحه من حكومة بنيامين نتيناهو وتتخلي عن الالتصاق بها او الاندماج معها علي عكس ماتم فهمه سابقا من ان الاولي ملتصقه بالثانيه طوال الوقت بل تابعه لها ويبدو ان نتنياهو لم يستوعب درس اللقاء الثاني الذي واجه فيه ترامب في أبريل الماضي حيث عامله كتلميذ في مدرسة السياسه التي ينتهجها حيث تفاجأ بعزم واشنطن اجراء حوار مع ايران وعدم وضع الخيار العسكري كخيار أول وتلك كانت الاشاره الاولي علي تقلب مزاج ترامب حتي تتوالي المفاجآت حيث ابدي ترامب في نفس الزياره عدم ارتياحه من ادارة نتنياهو لاموره مع سوريا وحثه علي التفاهم مع الرئيس التركي الامر الذي لم يتعامل معه نتنياهو بجديه حيث استمر في ضرباته ضد المواقع السوريه ولم يكف عن احراج القياده السوريه الجديده وكادت عملياته في السويداء والجنوب السوري ان تؤدي الي احتكاك مع الطيران التركي (( عضو الناتو )) حيث وصل الي ترامب قناعه من ان نتنياهو عديم الفائده وان توجهاته قد تؤدي الي خسائر للاداره الامريكيه وعليه قام باقالة مستشار الامن القومي الأمريكي الذي قام بالتنسيق مع نتنياهو من خلف البيت الأبيض حول ما يمكن عمله في قصف ايران وما يمكن عمله عسكريا …… حتي تاتي الرساله التي تحمل المراره الي اسرائيل وهي اقرار اتفاق وقف اطلاق النار مع جماعة الحوثي دون ربطها بايقاف إطلاق الصواريخ ومهاجمة اسرائيل والاتفاق علي حماية السفن الامريكيه الامر الذي يظهر بوضوح ان قيام امريكا سابقا بمهاجمة الحوثيين في اليمن هدفه حماية السفن الامريكيه وليس اسرائيل وتم الغاء زيارة وزير الدفاع الامريكي الي اسرائيل والأنباء عن بناء مفاعل نووي للسعوديه للأغراض السلميه دون ربطه باي تطبيع مع إسرائيل …. والرئيس الأمريكي يتحدث عن المساعدات الانسانيه وخطه لادخال المساعدات الي غزه وربما يكون ذلك تمهيدا لايقاف النار ومن الواضح ان الرئيس ترامب يسير متحللا من العبئ الاسرائيلي وهو يري ان سياسة نتنياهو تعقد الامر وتجعله صعبا في تطوير علاقات امريكا مع الخليج بسبب إمعانه في القتل والدمار في غزه ….. ترامب مهما يملك من الغطرسه فهو لديه وعد قدمه للناخب الأمريكي بجعل امريكا عظيمه والامور في المنطقه بدات بالتحرك بعيدا عن بلاده بسبب انحيازها الي اسرائيل ودفاعه عنها بل وتحول الحلفاء الي خصوم امريكا لحماية مصالحهم حيث ظهر جليا ان الدور الذي تلعبه اسرائيل في المنطقه بدأ في التراجع بسبب الاحراج للقوه العظمي امريكا امام حلفائها …… تلك الأمور مجتمعه وغيرها جعلت العقول الاسرائيليه والاف من الأقلام الصحفيه ان تفكر وترسل الرسائل للساسه عن الموقف امام سيناريو اليوم الاسود وهو رفع الحمايه الامريكيه عن اسرائيل والذي نتمناه ان يحدث قريبا .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
