
كلمة العدد 1407.. “”بُعْدْ نظر مصري””
بعد الانفلات الأمني الحادث في سوريا والاقتتال الداخلي والقتل علي الهويه الذي اجتاح سوريا حيث يقدر عدد الضحايا فيه بالمئات وهذا التزامن الذي حدث في اماكن مختلفه في سوريا وفي وقت واحد تلك التداعيات توحي بما لايدع مجالا للشك بان الرؤيه المصريه كانت صحيحه في التعامل مع سلطة الامر الواقع والان ندرك لماذا سلكت مصر طريق الحذر في التعامل مع السلطه السوريه الجديده ….… ويبدو ان المعطيات كانت واضحه لصانع القرار الأمني والاستراتيجي المصري منذ البدايه اعتقدت اكثر من دوله عربيه وغربيه بان سوريا الجديده لن تسلك طريق العنف ولن تعيد مظاهر الاستبداد التي كانت تغلب علي تصرفات نظام الاسد .
لكن ما حدث من اعمال عنف وقتل في الساحل السوري والتي راح ضحيتها المئات من ابناء الطائفه العلويه هو جرس إنذار لما يمكن ان تصل اليه الأوضاع في سوريا بسبب الاقتتال علي الهويه ……. لقد عاب البعض علي مصر لتمهلها في التقاط الإشارات القادمه من سوريا وتطور العلاقات السياسيه وسط هذا القطار الطويل من وفود الدول التي هرولت نحو فتح علاقات مع القياده الجديده ….. إلا ان القاهره بقيت علي صبرها الاستراتيجي وتحملت الكثير من الانتقادات والاتهامات والضغوط ولم تغير القاهره موقفها ولكنها احتفظت بشعرة معاويه لم تهرول ولم تنتقد لم تعارض ولم تؤيد لم تمدح ولم تذم حتي تتاكد وتتبدد مخاوفها علي وقع ظهور مؤشرات جديده …..حتي ياتي حادث اللاذقيه ليعزز المخاوف المصريه وربما يدفع دول اخري الي التريث وعدم الاندفاع ….. لم تندفع القاهره وراء اجواء التفاؤل بعد سقوط نظام الاسد فلدي مصر واجهزتها الامنيه الخبره الطويله مع قوي الاسلام السياسي تعرف توجهاتها وتعرف ما تبطن وما تظهر تلك التنظيمات ….. لم تنخدع القاهره بالصور التي حاول الاعلام ترويجها وفضلت الانتظار لرؤية النتيجه بعد التعامل مع المحكات …. انتظرت القاهره رساله صريحه للتخلص من الشواغل حسب تعبير وزير الخارجيه المصري لكن كل ما تسلمته كانت اشارات عامه ربما لم تدرك ادارة الامر الواقع السوريه ان الجماعات التي انخرطت في صفوف الجيش السوري وحسب خلفياتها الدينيه تبقي حساباتها السياسيه ضيقه وهو الامر الذي كشف عنه حادث اللاذقيه بوضوح … وذلك الذي يؤكد بعد النظر المصري .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش