كلمة العدد 1376.. “”غزه بين التاريخ والجغرافيا””
عجبا لك يا غزه كيف تم تحميلك بما لا تستطع فعله دولا اقليميه كبيره بجيوش منتظمه ومقدرات معتبره لكنها غزه التي لم تحسن فيها حماس قراءة الجغرافيا وانغمست في قراءة التاريخ وتكريسه لتحقيق الحلم في دوله الاخوان حيث قدّموا خلافاتهم السياسيه علي المصلحه الوطنيه وانغمسوا في شعارات هوائيه نتيجتها التضحيه بالقضيه المشتركه وهي طرد الاحتلال والانتصار لمبدأ لايمت للمصلحه الوطنيه الفلسطينيه بصله حيث الهوس بالتاريخ تمكن من التغلب علي قراءة جغرافيا الواقع بأبعاده الاستراتيجيه
وهنا يقف العالم علي اطراف أصابعه وهو ينظر ليري انتقال معركة غزه الي ايران حيث يشتعل الان الحريق في الثوب الايراني بعد احترفت حرق أثواب الآخرين بواسطه منظومة العملاء التي تعمل لصالحها في المنطقه ( حزب الله وانصار الله والحشد الشعبي وحماس وغيرها ) ….. طوال الوقت أمسكت ايران بخيوط اللعبه وأتقنتها لكننا بتنا اليوم في انتظار الرد الإيراني علي اغتيال ضيفها إسماعيل هنيه والذي كان في اكثر الاماكن أمنا بالعالم كما تصور البعض والثأر لكرامتها الوطنيه … ايران تقيس رد الفعل علي الفعل الذي تنوي القيام به حفاظا علي ماء الوجه تبحث عن هدف مادي ليس فيه كلفه بشريه علي اسرائيل حتي تضمن قياس رد الفعل وحصره دون التمدد ليتحول حربا اقليميه ليس وارد علي ايران ان تخوضها لصالح غيرها ليتحول الي رد متفق عليه محسوب كالذي حدث في رد ايران علي امريكا بالعراق … …القرار الان يراوح مكانه لكنه يعرف التاريخ مع رد الفعل لهذا الكيان المجرم المتعطش للدماء ويبحث عن جغرافيا فارغه تحفظ التوازن بين الرد وتكلفة رد الفعل والمحافظه علي الهيبه امام من تجندهم في الحرب باسمها ونيابة عنها … لا احد ينكر براعة ايران في ادارة اوراق اللعبه من اولها حيث جندت اذرعها للعب الدور الذي يخدم اجندتها لكن بقي الان عليها الرد بعد انتقال المعركه لاراضيها والحريق بأثواب ملاليها ….. لم يعد الرد الفولكولوري يصلح الان كما حدث في الرد علي مقتل سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي المهندس في العراق قبل سنوات الامر الذي كان يعكس الرغبه بعدم الانخراط بالامر بعيدا ليكون حربا اقليميه متدحرجه تضر بصالح الجميع واولهم الجمهوريه الايرانيه …. تبحث ايران عن مخرج من هذه الورطه عليها ان تضرب ولكنها تخشي رد الفعل والتصعيد ومواجهة امريكا وإسرائيل في الوقت الذي لازالت مستمره فيه بالمتاجره بالشعب الفلسطيني وقضيته العادله …… صراع التاريخ والجغرافيا وموازين القوي المختله في المنطقه سيحدد موعد نهاية الحرب في غزه وسيحدد ايضا كيفية الرد الإيراني ومقداره وقوته ونوعه والجغرافيا التي يكون فيه وتكلفة رد الفعل الإسرائيلي .
مع تحياتي .
محمود صلاح قطامش