كلمة العدد 1373.. “”الحل في الانتظار””
يبدو اننا علي موعد مع جرعه جديده … وانا اتحدث عنا كدول عربيه جميعا ….. لكنها طويله هذه المره من الصبر لابد ان نتجرعها للوصول الي صفقه جديده لاقرار الحق الفلسطيني في حل لقضيته العادله في الحصول علي دولته التي عاصمتها القدس حتي ونحن نستكمل مسلسل ضياع الفرص اما بسبب التعنت او لاننا نتبني خيارات اخري لا تصلح اساسا لحل او في احسن الظروف بسبب عدم الاستعداد لقراءة المستقبل قراءه استراتيجيه تصل بنا لاستنتاج جيد لاخذ قرار يصب في صالح القضيه الفلسطينيه وهي قضية العرب المحوريه .
ففي عام ١٩٤٨ وبعد صدور قرار التقسيم رفضه العرب جميعا لكنه كان اساسا لقيام دولة اسرائيل ونالت الاعتراف الأممي من الجمعيه العامه ومجلس الامن انذاك .
و قبل عام ١٩٦٧ م كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه قد دعا الامه العربيه الي تبني حل الدولتين وذلك تماشيا مع القرار من مجلس الامن بالتقسيم الي دولتين إحداهم الدوله الفلسطينيه ولا اريد ان استدعي من التاريخ الصفات التي ألصقها العرب بالحبيب بورقيبه علي هذه الدعوه وهاهو حل الدولتين يبعد رويدا رويدا بعد السابع من أكتوبر والحكومه الاسرائيليه المتطرفه وهذا التدمير الممنهج لكل ماهو فلسطيني علي ارض غزه لتقدم غزه اكثر من مائه وعشرين الفاً من الشهداء والمصابين والمفقودين تحت الأنقاض وتتحول الي ارض محروقه لاتصلح لاقامه حياه واعادتها من جديد يكلف المليارات من الثروات والمقدرات للشعوب العربيه ……..وبعد حرب ١٩٧٣ وتبني الرئيس السادات رحمة الله عليه خياره الاستراتيجي بالسلام وكان قد دعا وفد من منظمة التحرير الفلسطينيه وياسر عرفات لتمثيل الفلسطينين في مفاوضات السلام في مينا هاوس والاتفاق والتفاوض علي دوله فلسطينيه علي حدود ١٩٦٧ ليتم مقاطعه السادات ومصر في ذلك الوقت ومن يومها تراجعت القضيه الفلسطينيه في العقل السياسي العربي وكان ذلك القرار الثغره التي تسللت منها ومن خلالها كل الأفكار التي مهدت لانطفاء وهج الوحده العربيه حتي ياتي احتلال الكويت عام ١٩٩٠ ليكون النتيجه الحتميه لمسلسل ضياع الفرص في وحدة مصير عربيه ….حتي يعود الان حل الدولتين للواجهه من جديد في الوقت الذي لا يملك العرب فيه القوه علي فرضه او الدفاع عنه في مواجهة آلة الاستعمار الاسرائيليه في ظل هذا الانهيار السياسي الذي نعيشه والذي سمح بظهور ايران لتسعي لتحقيق مصالحها علي حساب الحق الفلسطيني وإدارة الحرب لصالحها ويبدو اننا كعرب ليس لنا ولا نملك سوي الانتظار ربما يحمل لنا المستقبل حلا متزامنا مع تغيير في الظروف السياسيه لصالحنا كأمه عربيه .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش