كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد.. 1367 “”من يسبق من التنميه ام الديموقراطيه؟””

في مرحلة الاعداد لفكرة هذا المقال وجدت اقلام كثيره سبقتني في الكتابه محاولين الاجابه علي هذا السؤال وغيره من الاسئله من يحتاج الي من ؟ او ماذا نحتاج نحن في عالمنا العربي فهل نحتاج الي الديموقراطيه لتحقيق التنميه ؟ ام ان التنميه ضروريه للوصول الي الديموقراطيه ؟ وهل هناك صله بين التنميه والديموقراطيه؟؟
يبدو ان الامر ملتبس غير حاسم لكن هناك حاجه للديموقراطيه لتحقيق التنميه بل هناك حاجه للتنميه لتحقيق الديمقراطيه ….. لكن يبدو ان هناك ايضا مفهوم منتشر قد يحمل الاجابه وهذا المفهوم له مؤيدوه وهو حتمية التضحيه بالديمقراطيه للوصول الي التنميه صحيح ان الامر قد ينتج انظمه استبداديه لكنها ذات توجه تنموي فيه تحقيق لمصالح ورفاهية الناس لكن تبقي الديمقراطيه هي الاداه الهامه لتحقيق نتائج التنميه بالاستجابه لصوت المواطنين وتحقيق رغباتهم …… لكن في الجانب الاخر هل الفقر والمرض والجوع من الممكن ان تقلل من رغبة الناس في الوصول الي الديمقراطيه لمباشرة حقوقهم السياسيه بفاعليه لذلك نري ان التنميه مهمه لتحقيق الديموقراطيه حيث ان انعدام التنميه يؤدي الي اضعاف ثقة الناس في نظامهم السياسي والحقيقه ان التنميه تفشل علي الأمد الطويل إذا لم تكن قائمه علي اسس ديموقراطيه…… لكن عزيزي القارئ اعترف بعد هذه الاسئله انني لم اجد ترتيبا منطقيا من يحتاج من ؟ ومن يسبق من ؟ لكن لعلي وجدت بعض من الاجوبه قد تساهم في إخراجنا من مطب ( البيضه ام الفرخه من يسبق من ؟) في أطروحه لعالم الاقتصاد مارينا سن والحاصل علي جائزة نوبل في العلوم الاقتصاديه عام ١٩٩٨ خلص الي ان التنميه في جوهرها حريه وبالتالي الاهتمام بالحريه للديموقراطيه ليس لانه وسيله لتحقيق الديموقراطيه بل لان ذلك له اهميه قصوي في تحقيق مفهوم الحريه الانسانيه بشكل عام …… ان تحقيق التنميه ليس بالضروره سيقود الي الديموقراطيه بدليل عشرات الدول السلطويه التي حققت التنميه وحققت معدلات مرتفعه من النمو الاقتصادي مثل الصين وبعض دول من اسيا ومن امريكا اللاتينيه ولم تنتج التنميه في هذه الدول انتقالا الي الديموقراطيه وقد ذهب بعض المفكرين الي اعتبار الديموقراطيه ليست هي الحل بل انها جزء من المشكله ومن ارادها فهو يريدها لذاتها وليس لشيء آخر مثل التنميه او النمو الاقتصادي او تحرير الاوطان وخلافه فالديموقراطيه هي اليه لاداره الاختلاف السياسي وليست وسيله لاداره الاقتصاد وتحقيق معدلات عاليه في التنميه
اعترف اني لم اصل الي الاجابه القاطعه من يسبق من ؟ ومن يحتاج من ؟ ولعل غرضي من هذا المقال الحث علي البحث وساترك لك عزيزي القاري الفرصه للبحث ومحاولة الاجابه لكن الحقيقه التي لإخلاف عليها اننا في عالمنا العربي كله نحتاج الي الاثنين دون فاصل او ارتباط شرطي للجمع بينهم .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش

Economic Democracy concept isolated on black background

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/qatameshyat/public_html/wp-includes/functions.php on line 5427