كلمة العدد 1360.. “”روشتة رواندا للإصلاح””
بعد ثلاثين عاما علي الاباده الجماعيه وعلي الصراعات العرقيه التي اجتاحت رواندا الدوله الافريقيه الشقيقه وكانت الأكثر فظاعه في أواخر القرن الحادي والعشرون نقول استطاعت رواندا ان تقدم للبشريه تجربه إنسانيه رائعه حيث تغلب الحس الوطني علي الحميه القبليه وتجاوزت الأحقاد والالام لتبني نهضه اقتصاديه واجتماعيه نموذجيه في افريقيا .
بعد المجازر والاباده الجماعيه التي راح ضحيتها ( ٨٠٠ الف ) ضحيه وتعرض نصف مليون امراه للاغتصاب ونزح نصف عدد السكان الي داخل البلاد وخارجها في مائة يوم فقط ….. هاهي رواندا تغلب المصلحه الوطنيه لتشهد طفره اقتصاديه واجتماعيه وهذه الطفره عمادها الاساسي ثالوث عبقري هو (( المصالحه و القانون والمراه )) فمنذ عام ٢٠٠٢ تم تشكيل اكثر من ( ١٢٠٠ محكمه شعبيه ) في كل مناطق رواندا وفي كل محكمه تسعة قضاه يختارهم الشعب وتعقد هذه المحاكمات في الساحات والميادين وفي عام ٢٠١٢ تم الانتهاء من محاكمة مليونين من المتهمين أدين منهم ٦٥٪ بعقوبات مختلفه بين السجن والعمل في نظافة المدينه او العمل في حقول الضحايا .
وفي عام ٢٠٠٣ صدر الدستور الذي تم تعديله في استفتاء في عام ٢٠١٥ لتسمح التغيرات التي تمت للرئيس بالترشح لولايه ثالثه مدتها سبع سنوات حتي يقود (( كاغامي )) البلاد نحو مزيد من التطور في شتي المجالات وسعي خلالها الي اعادة تأسيس البلاد علي ثوابت تعتمد مبادئ العدل والمساواه بين مكونات المجتمع وتحقيق الرفاه الاقتصادي المبني علي نهضه علميه وثقافيه وهويه وطنيه موحده حتي تذهب البلاد بعيدا لتحقيق اعلي معدل للتنميه في افريقيا حيث وصل الي ٨٪ سنويا مستندا علي ارباح الصادرات الزراعيه واستخراج المعادن والسياحه وتنويع لمصادر الدخل بصعود قطاع التكنولوجيا وتطوير القوي العامله لينعكس ذلك علي تحسن واضح وكبير في النواحي الصحيه بفضل نظام تامين طبي يغطي حوالي ٩٠ ٪ من السكان زاد فيها العمر للمواطن وانخفض معدل الوفاه ….. وتسير رواندا علي طريق المشاركه الفعاله في قضايا المجتمع الدولي بصياغة حلول جريئه تتكيف مع ازمة المناخ وستصبح دوله محايده للكربون بحلول عام ٢٠٥٠ عبر خطه بتكلفه تبلغ ١١ مليار دولار ……. واستند ايضا هذا التطور في ضلعه الثالث علي تمكين النساء حيث اقرت حصه في دستور ٢٠٠٣ بنسبه لاتقل عن ٣٠٪ مخصصه للنساء من مجموع المناصب المجتمعيه سعيا الي تعزيز المساواه بين الجنسين وزياده تمثيل المراه في مواقع صناعة القرار وهذا التمثيل قاد البرلمانيات لإصلاحات هامه اهمها المساواه في الأجور وفي تملك الأراضي ……لتقدم رواندا تجربه انسانيه رائعه بالثالوث العبقري بالمصالحة واقرار القانون وتمكين المراه وتلك تجربه ماثله للعيان عاشتها رواندا بعد مأساة الاباده الجماعيه لتقفز فوق الالام وروح الانتقام الي مناخ ارحب لنهضة الانسان ورفاهيته وتحقق اعلي معدلات تنميه في القاره الافريقيه وبين دول العالم .
ولكم تحياتي