كلمة العدد 1359.. “”رفح رمانة الميزان””
على الرغم من أن رفح ليست قاعدة عسكريه ولا أهميه جيوسياسيه لها إلا أنها الفرصه الأخيره لنتنياهو اما البقاء السياسي في الحكم والبراءة من التهم الجنائيه التي يواجهها أو السقوط ومواجهة المصير المحتوم بالمحاكمه والإقصاء السياسي ورفح أيضا هي البوابه المحتمله لنفي الفلسطينيين قصرا من غزة حتى تتحقق رؤيه نتنياهو بالنفي الممنهج لاكبر عدد من الفلسطينيين في اتجاه مصر وعلى الرغم من تحول رفح إلى أكثر المناطق على وجه الكرة الأ
الارضيه كثافة بشرية حيث يبلغ عدد سكانها الآن 1.4 مليون نسبة علما بأن عدد سكانها الأصليين كان 275,000 نسمه على رقعة جغرافية تبلغ مساحتها 25 ميلا مربعا تستمر إسرائيل في ان تسوق المبررات لحملتها العسكريه والتي تخفي فيها دوافعها الحقيقيه في التهجير القصري عبر مصر بأنها قد تدفع الناس إلى أماكن آمنة بعيدة عن العمليات العسكرية وقريبه من معبر رفح حيث تصل المساعدات لهم في اسرع وقت .
وبعد القرار الأممي القاضي إلى وقف إطلاق النار في غزة والسماح الأمريكي بمروره إلا أن هذا القرار تم تفريغه من محتواه بالإدعاء بأن هذا القرار ليس له أهمية وأنه غير ملزم وتستمر المناورات السياسية بين إسرائيل وأمريكا بين القبول والرفض والضغط واللين وإرسال الوفود وسحب الوفود وتبقى كل القرارات مثل بوفيه مفتوح تأخذ منه إسرائيل ما تريد وترفض ما تريد وينطبق عليها الوصف الذي تفاخر به نتنياهو ذات يوم (( بأن أمريكا شئ يمكنك تحريكه بسهولة شديدة )) وفي تصريح آخر من نتنياهو في قمة الصلف والغرور السياسي والثقة في قدرته على إملاء أمريكا ورفض ما يطلب منه ويقرر حسب صالحه وضمان وجوده السياسي بعيدا عن المحاكمة والإقصاء حيث قال تعليقا على التهديد بمنع السلاح الأمريكي لتمكينه من الاستمرار في حملته العسكريه المجنونه ضد الشعب الفلسطيني في غزة حيث قال مستخفا بأمريكا (( الدعم الأمريكي لعملية رفح مرحب به ولكن ليست هناك حاجة إليه )) وفي ظل ضبابية الموقف وضبابية التوقعات بشأن الحملة العسكرية ضد الآمنين في رفح تبقى رفح رمانة الميزان التي تدخل نتنياهو السجن وتخرجه من السياسة أو تعيده إلى الحكم مع حكم براءة من الجرائم التي يحاكم عليها وتبقي الضحية دوما هم أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وتبقى المفاوضات مارثون طويل منهك تتحول تدريجيا إلى عملية سياسية طويلة كسابقاتها والتاريخ طويل من المفاوضات مع إسرائيل وصولا إلى ضمان بقاء نتنياهو في الحكم.
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش