كلمة العدد 1356.. “”عندما يكون الانتقام سياسه””
بعد هذا القتل المجنون والذي لم يترك وسيله إلا واستخدمها انتقاماً من اهلنا في غزه لقد استنفذ كل الات الدمار والفتك العسكريه حتي يلجأ الي سلاح الجوع لكن اليس من المفيد الان التوقف امام ميزان القوي سواء عسكريا او سياسيا والسؤال هل يسمح ميزان القوي لحركة حماس بفرض شروطها علي اسرائيل بما فيها القبول بالانسحاب عسكريا من القطاع انسحابا كاملا تمهيدا لعودة الاماره الاسلاميه ( حماس ) الي حكم غزه بعد ان استولت عليها في منتصف عام ٢٠٠٧ ….. ومن المفيد ايضا الإدراك بان الامر مرتبط بالوضع داخل اسرائيل حيث ان استمرار الحرب في غزه اصبحت ضروره الي بنيامين نتنياهو حيث ارتبط مستقبله السياسي باستمرار الحرب في غزه بغض النظر عن الوضع اللا إنساني لسكان غزه والذين هم يدفعون الثمن ….. وايضا من المفيد التعامل مع حقيقه مهمه ان هناك تغييرا حدث داخل المجتمع الإسرائيلي بعد هجوم حماس في السابع من اكتوبر صحيح ان الغالبيه تعارض بقاء نتنياهو في الحكم لكن هناك في نفس الوقت اغلبيه تؤيد استمرار الحرب علي غزه والغزيين حتي القضاء علي حماس والامر اللافت بان مسالة الرهائن الذين بيد حماس باتت مسأله ثانويه علي خلاف ماكانت عليه سابقا …… لقد استطاعت حماس ان تغير اسرائيل نعم وقل ابعد من ذلك فقد استطاعت ان تغيير المنطقه بأكملها وسمحت هذه الحرب بكشف اوراق ايران كلها في المنطقه ان كان في العراق او في سوريا او في لبنان او اليمن وهي بهذا خلقت واقعا معقدا سياسيا ولد من رحم المعاناه في غزه وحربها هذا الواقع يشي بصعوبة وقف اطلاق النار حيث ان القوه المؤثره علي اسرائيل وهي امريكا باتت في وضع غير مؤثر علي نتنياهو الذي اصبح غير مستعد للاستجابه لاي طلب أمريكي واصبح يراهن علي دونالد ترامب حيث صارت ايام بايدن معدوده في البيت الابيض ويبدو ان هناك اتفاقا خفيا بين اسرائيل وامريكا علي شطب ورقة حماس للابد بعد ان كانت مفيده لليمين الاسرائيلي لاحداث الفرقه بين الفلسطينين ولخلق مبرر دائم لعدم التقدم باي حلول او مبادرات سياسيه مع عباس إلا ان حركه حماس اصبحت الان كابوس في اسرائيل عليها الخلاص منه وصار لزاما علي امريكا مساعدة اسرائيل بغض النظر عن موقف من يحكم البيت الأبيض من بقاء او مغادرة نتنياهو الوزاره في اسرائيل لكن الحقيقه التي تؤرق نتنياهو ان القضيه الفلسطينيه لن تموت حيث بقي الفلسطينين قبل ولادة دولة اسرائيل وبعدها ……..
ان استطاع العالم تخليص اسرائيل من عقلية الانتقام التي تسيطر عليها والتي اصبحت سياستها وان استطاع العالم ايضا ان يخلص حماس من الأوهام بالعوده لحكم غزه فان العالم قد استطاع قطع ثلاثة ارباع الطريق لايقاف هذا القتل وربما نصف الطريق لاقرار الحل النهائي بين الطرفين الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي وهو حل الدولتين المقبول فلسطينيا وعربيا ودوليا وامريكيا ولا بديل سواه لايقاف مسلسل القتل .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش