كلمة العدد 1339.. “”القياده من الخلف”‘
نعم عزيزي القارئ العنوان صحيح فلا تتعجب ولا تتعجل في الحكم بل هو نهج سياسي او طريقه من طرق ادارة الصراع في العالم ….. واليك الحكايه ….
صاحب هذه المدرسه هو الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما وقد كانت هذه النظريه عنوانا لكتاب للصحفي الامريكي ريتش فيتر واصفا الرئيس الامريكي اوباما بالمتردد والمتخاذل وقد اتبع هذه السياسه كثير من الساسه في ادارة الصراع من بعده وهي باختصار شديد (( ادارة الصراع دون التورط فيه )) وهناك الكثير من الامثله علي ذلك انظر كيف تخلصت امريكا من معمر القذافي حيث اوكلت المهمه الي الناتو وبعض دول المنطقه وراجع ما حدث عند مواجهه الاتحاد السوفيتي في افغانستان تجدها اسندت المهمه الي طالبان والمجاهدين واجهزه مخابرات المنطقه كلها لانجاز المهمه التي كانت سببا من اسباب تفكك الاتحاد السوفيتي وهاهي تفعل الامر نفسه مع روسيا عبر تقديم الدعم الي اوكرانيا حتي تقوم بالمهمه لاضعاف روسيا تمهيدا لاخراجها والغاء دورها كقوه عظمي .
ولان هذا مبدا عام من مبادئ ( اداره الصراع وليس حله ) هاهي ايران تلعب نفس الدور لتوكل الي حزب الله في لبنان والي الحوثيين في اليمن والي القياده في سوريا مشاغله امريكا وبعض الدول الفاعله في المنطقه لتحقيق بعض المكتسبات لصالح الجمهوريه الايرانيه والفكره ايضا تقضي بمنح الدول دورا ظاهريا ( القياده من الامام ) في ادارة الازمه او الصراع وتكون ادارة الازمه فعليا والمستفيد منها فعلا هو من يقود من الخلف ….. أجادها الرئيس التركي في ادارة الازمه في ليبيا عبر المرتزقه الذين جلبهم من سوريا وعبر التحالف مع الحكومه المنتهيه ولايتها هناك وذلك للضغط علي مصر لتحقيق بعض المكاسب علي المستوي الدولي والإقليمي في الصراع علي الغاز في المتوسط وعبر محاولة اعاده تعويم الجماعه الارهابيه واعطائها دورا في تشكيل مستقبل المنطقه لكنها قد فشلت لانعكاسات استخدامها علي الجانب الاقتصادي في تركيا ……. هذا المبدا السياسي في ادارة الصراع سبق الاشاره اليه المناضل نيلسون منديلا الرئيس الجنوب أفريقي في كتابه ( رحلتي الطويله من اجل الحريه ) حيث افاد ان هذه الطريقه اشبه بقيادة قطيع من الماشيه حيث الراعي يقود من الخلف …… استخدمت امريكا نفس الطريقه كما سبق وأسلفت في الإطاحة بالعقيد القذافي في ليبيا حيث استخدمت الناتو في المقدمه لانجاز المهمه مع بعض الفاعلين بالمنطقه …….فهل نري مثالا جديدا فاضحا يعكس (الاداره من الخلف ) في ادارة الصراع في غزه دفعت فيه ايران قوي المقاومه او اوكلت اليها ادارة صراع مع الدوله العبريه ( إسرائيل ) وأمريكا وذلك لصالح الملف الايراني النووي ورغبه في اعاده التموضع من ايران عبر نفوذ جديد في ملف جديد هو الملف الفلسطيني …. الايام ستوضح لمصلحه من تدار هذه المقتله او المجزره التي تجاوزت كل المعايير الانسانيه في ادارة الحروب وان كنت اري ايضا ان لها بعدا آخر علي الرغم من الالم الاني وعملها لمصلحة ايران إلا انها ستصب حتما في واستراتيجيا في مصلحة القضيه الفلسطينيه بعد الوقوف المصري الصامد والمخلص في وجه كل محاولات تصفيه القضيه بالتهجير علي الرغم من محاولة استغلال الظروف الاقتصاديه لمصر لكنه سيبقي هذا الدور علامه في تاريخ الوطنيه المصريه في الحفاظ علي القضيه الفلسطينيه حيه حتي ينال الشعب الفلسطيني حقه في دولته وسيسجل التاريخ للرئيس السيسي هذه الوقفه الشجاعه في مواجة كل الضغوط الدوليه لتصفية القضيه .
ولكم تحياتي ……
محمود صلاح قطامش