كلمة العدد 1338.. “”لن تقتلوا اسرائيل بل سيقتلها الغرور””
بعد استعراض مبسط لسنوات الصراع العربي مع الدوله العبريه ستكتشف امر في غاية الاهميه وهو ان اسرائيل تهزم فقط في اللحظه التي يتملكها الغرور والصلف والزهو والاعجاب بالنفس والقوه …… قبل حرب ١٩٧٣ عرض الرئيس السادات عشرات المبادرات للانسحاب من سيناء والسلام الا ان جولدا مائير رئيس الوزراء انذاك رفضت باستعلاء وصلف وغرور تحت مزاعم الجيش الذي لا يقهر وخط بارليف الذي لا يدمر لتحدث المواجهه في ١٩٧٣ وتهزم اسرائيل وتفقد ٢٦٩٠ اسرائيلي قتيل وجرح ٧٢٥٠ اخر وفي عام ٢٠٠٢ عرض العرب مبادره للسلام الشامل لكن اسرائيل رفضتها وفضلت ادارة الصراع بدلا من الانخراط في مفاوضات سلام حتي تفقد مالا يقل عن ٧ الاف اسرائيلي في الصراع ….. وفي الاونه الاخيره وقبل ٧ اكتوبر تم تحذير اسرائيل من كل العالم بمخاطر السياسيه التي تنتهجها من قتل وتدمير واعتقال واهانه واعتداءات علي المواطنين والمقدسات والتنكيل بالاسري والتهديد بترحيل اهالي الضفه ولم يكترث نتنياهو بكل تلك التحذيرات فقتل لاسرائيل في يوم واحد ١٤٠٠ اسرائيلي واسر منهم اكثر من ٢٥٠ اسير انه الغرور الذي يعمي البصيره فلم تعد تري الحقيقه انه الصلف الذي يعطل الة الحرب الاسرائيليه فلم تري الرادارات ٤٠٠٠ مقاتل يهاجمون النقاط الاسرائيليه والمستعمرات القريبه انه الزهو بالذات الذي افقد اشهر جهاز تجسس وامن في العالم (( الموساد )) قدرته علي اكتشاف التدريبات والتسليح والرغبه وساعة الهجوم
………… وهاهي اسرائيل بنفس الروح المتغطرسة والزهو بالقوه والغرور تمارس قتل ممنهج للابرياء في غزه اعتمادا علي العقيده الحربيه التي تحكم العقليه العسكريه الاسرائيليه (( مالا تستطيع تحقيقه بالقوه يأتي بمزيد من القوه )) وهي عقليه الغطرسه والغرور والتباهي والزهو بالقوه ……. متي تدرك اسرائيل ان المزيد من القتل والمغالاة في الدمار لن يعيد صوره الجيش الذي لا يقهر كما كانت عليه قبل ٧ اكتوبر ولن يعيد هيبه جهاز الموساد ولن يعوض فشله في اكتشاف الهجوم ….. ان الة التدمير المنفلته بغير حساب وتغليب عقليه الثار والانتقام بلا رحمه لن تنجح في ابقاء نتنياهو في كرسي رئاسة الوزراء الذي اسقطته حماس مع هيبه جيشه ومخابراته في يوم واحد وان هذه الممارسات ستترك اسرائيل وحيده يوما ما في مواجهه جيل من الشباب الفلسطيني والعربي من الكارهين والمنتقمين اكثر من هذا الجيل الذي انتجته حماس …… وحتي تسقط المقوله الدينيه التي يعتقد بها نتنياهو ويفرضها ويستشهد بها (( فالان اذهب واضرب عماليق وجردوا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامراه وطفلا ورضيعا وغنما وجملا وحمارا )) صموئيل ٣ / ١٥
هذه العقليه لن تجلب الامن ولا الاستقرار الي اسرائيل ولكن الذي من المفروض ان تسعي اليه اسرائيل ويجلب لها الاستقرار والتعايش هو (( القبول )) acceptance بمعني ان يكون وجودها مقبولا في وسط المحيط الذي تعيش فيه دون قتل ودون غرور وصلف وهذا المبدا الذي يغيب عن عقلية الساسه الاسرائيلين الحاليين .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش