كلمة العدد 1331.. “”الدرس الفرنسي””
خرجت فرنسا من النيجر ولا ابالغ ان قلت انها خرجت مهزومه امام ارادة من امسكوا مقاليد الحكم هناك …. فقد سحبت فرنسا قواتها من النيجر بعد ان قرر الرئيس ماكرون انهاء التعاون العسكري بعد اصراره السابق علي بقائها وايضا سيعود السفير الفرنسي في النيجر الي فرنسا بعد ان وجد نفسه محاصرا وحيدا في سفارته ……والنيجر ليست المكان الوحيد الذي خرجت منه فرنسا حيث خرجت من مالي ومن بوركينا فاسو ومن افريقيا الوسطي وتلك البلاد جميعا كانت قوات فاجنر موجوده بها ولم تستفد فرنسا من حالة الارباك التي حدثت بعد مقتل قائدها …. والسبب فيما اظن في غاية البساطه هو حالة الضياع السياسي الفرنسي في افريقيا وغير افريقيا ( شمال افريقيا وفي لبنان ) …. فرنسا ترفض التعاطي مع الواقع بل اكثر وكأنها تبدو عاجزه عن استيعاب خسارتها وهي اقرب ماتكون في حالة غياب عن الوعي السياسي فقد افسدت علاقتها مع الجزائر ومصره علي فعل نفس الامر مع المغرب وبقي عليها فقط الاعتراف بالهذيمه وانه ليس لديها ماتقدمه في غياب سياسه فعاله تمتلك فيها القوه والتي تسمح لها بفرض ارادتها في تلك الدول او في عالم لن تجد فرني نفسها او اوروبا مجتمعه فيه مكانا بعد ان اصبحت او كادت اوروبا بكل دولها المختلفه ان تعاني من التخبط ومن نفس الجمود السياسي ولولا التحرك الامريكي لبقيت اوروبا كلها صامته امام كل مايحدث في اوكرانيا وما يفعله الروس هناك حيث تكفلت امريكا باطالة زمن الحرب واغراق بوتين في وحل اوكرانيا ……… هذا الدرس الفرنسي القاسي في النيجر يعيد الي الاذهان غياب السياسه المصريه في افريقيا بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر حيث ترك المجال الي اسرائيل للتوغل علي حساب الدور المصري (( للمعلوميه بعد نكسة ١٩٦٧ قاطعت كل الدول الافريقيه تقريبا اسرائيل ))وايضا غياب السياسه المصريه طوال ثلاثين عاما من حكم الرئيس الراحل مبارك غاب النفوذ المصري والذي كان يكبح اي اطماع من شأنها ان تهدد المصالح المصريه في مياه نهر النيل ……دروس التاريخ قاسيه يقع فيها الساسه بالجمود وعدم التعامل مع الامر الواقع بواقعيه تحقق المصالح الوطنيه والاستراتيجيه وهذا الدرس الفرنسي كاشف لكثير من الدروس المؤلمه لكافة دول العالم وهذا الذي تسعي اليه الدبلوماسيه المصريه الان بالعوده وبقوه وحزم والامساك بالملفات الافريقيه بما يحقق المصالح الاستراتيجيه المصريه واستعادة الدور التاريخي المصري داخل محيطها وفضائها الاستراتيجي .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش