كلمة العدد 1319.. “”٣٠ يونيو والواقع العربي””
مخطئ من يقرأ ثورة ٣٠ يونيو وحصر اثرها علي الواقع المصري فقط حيث استطاعت ان تبقي علي مصر بتلك الشخصيه السمحه البعيده عن الاستقطاب الذي كان يدعو اليه الاخوان المسلمين بعد نجاحهم في ركوب العربه الاخيره من قطار ٢٥ يناير والفوز بالانتخابات الرئاسيه في ذلك الوقت ….
نعود فنقول ان ٣٠ يونيو بثورته الشعبيه لم تكن فقط انقاذا لمصر من براثن الاخوان ولكنها ايضا انقذت مصر من الوقوع في النفوذ الايراني الذي كان يتشكل عبر حماس والسودان ليتم تمهيد الطريق لزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد في فبراير ٢٠١٣ حتي يقوم بزياره للازهر تمهيدا لحوار سني شيعي حتي تدخل ايران علي خط السياسه المصريه في ذلك الوقت …… ثورة ٣٠ يونيو افسدت بل وقطعت الطريق حتي لا تكون مصر علي خطي العراق لتبقي مصر بعيده تنشر الفكر التنويري في المنطقه العربيه كلها محافظه علي التوازن بعد سقوط حماس و العراق ولبنان في النفوذ الايراني وتشكل المحور الشيعي في اليمن وسوريا …… ثورة ٣٠ يونيو ابقت مصر خارج هذه الدائره محافظه علي توازن الامه العربيه والمنطقه برمتها فقد ثار المصريون بعد مرور عام بعد ان لاحظوا ان هناك محاوله من الاخوان بتغيير الهويه المصريه او محاولة طمسها والزج بها في محاور لن تكون مصر ولا المصريين هم الفاعلين كعادتها علي مر التاريخ حيث انها لن تقبل ان تكون تابعه لمحور ما بصبغه دينيه غير الطبيعه السمحه لغالبية المصريين البسطاء…..ولا شك ان من يقرأ التاريخ سيعلم ان الدعم العربي انذاك لثورة مصر الشعبيه في ٣٠ يونيو كان مجسدا للقبول بهذا الدور منسجما مع الدور المصري تاريخيا حيث منحت الامارات والسعوديه والكويت مصر تبرعا قيمته ١٢ مليار دولار وتتحرك الدبلوماسيه العربيه علي مستوي العالم لدعم مصر وثورتها الشعبيه انذاك ….. ونحن الان نعيش الذكري العاشره لهذه الثوره الشعبيه نمر بظروف اقتصاديه دقيقه نحتاج فيها الي دعم القطاع الخاص وجلب استثمارات اجنبيه الي مصر مما يستلزم معالجه من نوع خاص نحتاج الي قوانين تقدم ضمان للمستثمرين بالحريه في نقل اموالهم ونحتاج ايضا الي تمتين الجبهه الداخليه …… ان الواقع المعاش الان يقدم صوره لما مرت به مصر خلال العشرة سنوات الماضيه ويعكس ان ما تم انجازه لم يكن سهلا ولكن ايضا يعكس ان الحلول التي تم اتباعها قد لا تكون كافيه بسبب كورونا اولا وثانيا بسبب الحرب الروسيه الاوكرانيه فالواقع يقول ان انقاذ البلاد لازال يحتاج الي جرأه اكثر في كل المجالات مع مراعاه للفئات التي تحتاج الي الرعايه والتركيز علي منظومة الحمايه الاجتماعيه والمضي قدما في استكمال مشروع اعمار ٤٥٠٠ قريه تمس حياة ٦٠٪ من سكان مصر بالتطوير والتعمير …
ونحن علي ثقه بان القياده السياسيه لديها القدره والاطلاع لاتخاذ مايلزم من قرارات للعبور بنا الي الجمهوريه الجديده عمادها الاستقرار والتنميه والرفاهيه لكل الشعب المصري في كافه ربوع المحروسه .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش