كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد 1315 الاخوان بين الاردوغانيه والخمينيه

كشف فوز اردوغان في الانتخابات الاخيره عن استراتيجيه جديده يتبعها في التعامل مع الملف الاخواني والتي يضمن من خلالها الاستفاده منهم في دعم الدور الوظيفي المتعلق بصراعات حزب العداله والتنميه علي المستوي المحلي وحاجته المستمره لجهه تسند جماهيريته في الازمات وخلال اي استحقاق انتخابي في المحليات في العام المقبل والتي يعتبرها اردوغان مصيريه بالنسبه له والي حزبه حيث تلعب اجنحة الاخوان دورا في الدعايه الانتخابيه المكثفه للحزب ومشروعه الاسلامي اضافه الي الاستعانه بهم في جمع التبرعات لضحايا الزلزال وهذه السياسه تنطلق من الرغبه في الحفاظ علي خيط متين في علاقات النظام التركي مع الاخوان وهذه الموائمة من منطلق الفرز والتمييز المبني علي تحقيق مصالح تركيا في ابعاد العناصر المشاغبه ورفض منحهم الجنسيه التركيه لاشخاص صدرت ضدهم احكام بالقاهره وعدم السماح للاخرين باستخدام الاراضي التركيه في اي نشاط اعلامي معادي للقاهره ودول الخليج العربيه

 

حتي تنال ثقة القاهره ودول الخليج وعدم اثارتها بالابقاء علي العناصر المنضبطه وغير المشاغبه وغير المثيره للجدل مع الاستمرار في سياسة التسامح في وجود شخصيات اقل حده واكثر التزاما واتباعا للتعليمات بعدم التحريض علي الدول العربيه وهذا لا يعني انها اغلقت ملف الاخوان او انها اوقفت الاستثمار في تيار الاسلام السياسي بل هو تحقيق توازن بين المتاح من المصالح المتبقيه وبين المستجدات التي اقتضت اظهار اردوغان في صورة المتخلي عن دعم الاخوان بعد فشلهم في تحقيق مشروعه الاقليمي ومقتضيات المصالحه مع الدول العربيه بالذات علاقتها بالقاهره مع استمرارها في التعامل مع هذا الملف بالقطعه او حسب سير ملف التصالح .

 

والقراءه لما حدث تظهر بان الجماعه تستسلم لهذا المصير بعد ان فقدت الامل في العوده في لعب دور مؤثر في مشروع اقليمي ترعاه تركيا وانحسر الدور فقط في البحث عن ملاذات امنه لقادتها الهاربين املا في حدوث تحولات جديده قد تحدث تحصل بمقتضاها علي بعض المكاسب السياسيه لذلك فهي تقوم باي دور ولو محدود في سياق خدمة مصالح حزب العداله والتنميه الداخليه مقابل عدم رفع الحمايه عن عناصرها وقياداتها حيث اثبتت الظروف ان الجماعه تحترف الفشل والخساره بعد ان اقتربت نهايتها بفقدها الدور المؤثر في مصر وفقدانهم الشكل القانوني في الاردن وانسحابهم من المشهد الانتخابي في الكويت لدورتين انتخابيتين وانحسار الدور في العراق واليمن وخسارة الانتخابات في المغرب وطردها خارج المشهد السياسي في تونس وبهذا فشلت او نزعت او هزمت كل ازرع الاسلامي السياسي او اغلبها في المنطقه العربيه والجماعه لم تتعامل مع الهزيمه السياسيه بمنطق وادوات السياسه بل تحولت مباشره الي العنف والارهاب وتشكيل لجان مسلحه بدلا من المناوره السياسيه واتبعوا تكتيكات قديمه فغابوا عن المشهد لانهم غيبوا انفسهم في دهاليز التاريخ وعلي الرغم من اعجابهم الشديد بالتجربه الاردوغانيه الا ان الجماعه تميل اكثر الي الخمينية حيث وجدت في دوله المرشد في ايران نموذج من الممكن استنساخه بتاسيس دوله مرشد سنيه في مصر والمنطقه العربيه وصنعت مظلوميه ميدان رابعه كشبيه بالمظلوميه الشيعيه في كربلاء محاولين صناعه بطل مظلوم في حله عصريه بدلا من الانخراط في المشهد باساليبه الديموقراطيه العصريه والحديثه .

 

والله الموفق

 

محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/qatameshyat/public_html/wp-includes/functions.php on line 5427