كلمة العدد 1314.. “”الحرب الحديثه – طائرات مسيره وشركات امنيه””
بعد النجاح الذي حققته ( فاجنر ) — وهي شركه امنيه روسيه — في اوكرانيا ونجاحها في السيطره علي مدينة باخمون الاوكرانيه وذلك في مواجهه صريحه مع جيش نظامي هو الجيش الاوكراني هذا النجاح طرح الاستفسار عن حاجة الدول للجيوش النظاميه ان كانت الشركات الامنيه تستطيع القيام بالدور الذي تقوم به الجيوش وهو مايسمي الان ( خصخصة الحروب ) وهذا الدور سيكون دون اي قيود او مسائله دوليه او مواجهه مع منظمات حقوق الانسان او المسائله القانونيه .
وللمعلوميه سبق دور فاجنر الروسيه شركه امنيه امريكيه في العراق وهي ( بلاك ووتر ) حيث قامت هذه الشركه بخدمات جليله للجيش الامريكي مع ارتكابها للكثير من الجرائم هناك وفي جبهات اخري مختلفه وايضا هناك شركه اخري ( شركه سادات التركيه ) نجحت في لعب المزيد من الادوار علي الجغرافيا الليبيه ….. وتاريخيا استعانت دول وامبراطوريات بفرق من المرتزقه اشهرها ايام الامبراطوريه الرومانيه واستعانت فرنسا منذ عام ١٨٣١ بما يسمي (الفيلق الاجنبي ) وفي بريطانيا استعانت بشركه خدمات امنيه هي شركه ( ووتش غارد ) وهي شركه امنيه استعانت بها بعض الدول العربيه … وفي الثمانينات من القرن الماضي قاد مرتزق فرنسي مجموعه من المرتزقه وقدم خدمات الي فرنسا وبلجيكا اثناء فترة الاستعمار لافريقيا ومساعدا للاستخبارات الامريكيه والبريطانيه خلال الحرب البارده وخدم في ايران ايام الشاه وخدم في اليمن بل وقاد انقلاب لايصال رئيس الي سدة الرئاسه في جزر القمر وتم تعينه قائدا للحرس الوطني هناك وهذا المرتزق الفرنسي اسمه ( بوب دينار ) ……. لاشك ان الدول تلجأ الي هذه الشركات الامنيه لاسباب قانونيه لانها لا تحتكم لضوابط القانون الدولي ويمكن التبرؤ منها في حال تورطت في جرائم حرب آو جرائم ضد الانسانيه ومن الممكن ان تعمل خارج الحدود وهذه الشركات في غالبها تتكون من ضباط محترفون متقاعدون يتميزون بالكفاءه العاليه في اداء المهام الموكله اليهم متحررين من القيود البيروقراطيه التي تحكم عمل الجيوش النظاميه ويتبعون تكتيكات عسكريه تتميز بالمرونه والخفه والحركه علي خلاف الجيوش النظاميه بما يشبه حرب العصابات ضد الجيوش النظاميه التي تتبني استراتيجيه تعتمد علي التمترس والتمسك بالارض والدفاع عنها .
لاشك ان تصاعد هذا الدور للشركات الامنيه وتطورها واستخدامها للاسلحه الحديثه والمسيرات ( الدرون ) وكثرة عددها حيث وصل العدد الي مايزيد عن ٣٠٠ الف شركه امنيه حول العالم مع اختلاف حجمها ومهامها وتوحدها في الهدف وهو تقديم خدمات امنيه وعسكريه مقابل عقود كأي شركه تجاريه خاصه ذلك كله يجعلها منافسه بل موازيه للجيوش النظاميه وقد تصبح الجهه الفاعله في الحروب وتتحول فيها الجيوش النظاميه الي هيئات بيروقراطيه توفر الدعم اللوجستي مثل المؤن والاسلحه والمرتبات الي الشركات الامنيه الخاصه … فهل سيصل تطور الامر الي قيام الحروب باستخدام الشركات الامنيه الخاصه ذلك الذي نراه خطير لابعد الحدود حيث يقلل الانتماء والشعور بالوطنيه والولاء للاوطان مما سيدفع بالشباب الي عدم الانخراط في الخدمه العسكريه الوطنيه والبعد عن الدخول في معارك شريفه قد تقودها الاوطان بالاضافه الي خطوره هذه الشركات في انصياعها وتنفيذها تعليمات شخص واحد هو مديرها وليس مصلحه البلاد او رئيسها الشرعي .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين [email protected]