نتحدث اليوم عن موجة الجفاف التي تضرب اوروبا كلها لعلنا نتعلم كيف نحافظ علي نهر النيل ؟ وكيف نعظم الاستفاده من وجوده نعمه في حياة مصر والمصريين ؟ ولسنا في حاجه الي تذكر ماهي (الشدًه المستنصرية ) وهي المجاعه التي ضربت مصر نتيجة غياب مياه النيل في نهاية عصر الخليفه المستنصر بالله الفاطمي وكما يصف المؤرخون ماحدث في حينها ( تصحرت الارض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من علي روؤس الخبازين واكل الناس القطط والكلاب وجاع الخليفه نفسه واكلت الناس الميته واكلوا الاحياء وصنعوا الخطاطيف لاصطياد الماره بالشوارع وتراجع سكان مصر الي اقل معدل في تاريخها ).
نعود فنقول ان موجة الجفاف في اوروبا هذا العام هي الاسوأ من اكثر من 500 عام انها المره الاولي التي تختفي فيه روافد بعض الانهار مثل (( لوار )) ونهر (( دوردون )) في فرنسا وانخفاض منسوب نهر (( الراين والدانوب )) الامر الذي سيكون اثره ليس علي الزراعه فقط ولكن علي حركة التجاره والنقل والصناعه واثره الواضح سيكون علي الغذاء…….. 80% من البضائع في المانيا يتم شحنها عبر الممرات المائيه الداخليه بالاضافه الي نقل شحنات الديزل والفحم حيث اصبح نهر الدانوب الذي يشق اوروبا وصولا حتي البحر الاسود اصبح لايسمح بمرور سوي السفن متوسطة الحجم مما يعيق حركة نقل الحبوب وغيرها من البضائع وهو الذي سيدفع صانع القرار الاوروبي بالتوجه الي النقل البري وهو ما سيرهق الميزانيات ويعاظم التكاليف والنفقات لاعتماده علي النفط وقودا وللمعلوميه التحول من سفينه متوسطه الحجم بالنقل النهري / البحري الي النقل البري يحتاج من 40 الي 100 شاحنه حتي تحل محله ومن الخسائر الاوروبيه من الجفاف ايضا تخفيض الطاقه النظيفه الكهرومائيه والمولده من حركة مياه الانهار وتدفقاتها .
وكما سبق وبينت موجة الجفاف في اوروبا ربما تعكس وبشكل غير مباشر الاهميه القصوي لنهر النيل واستمرار جريانه داخل اراضي المحروسه فهو ليس مصدرا للمياه والزراعه فقط بل ايضا لنكتشف وندرك باننا حتي الان لم نستغل جريان نهر النيل في بلادنا بالشكل الافضل وربما ايضا اقصد هذا الجفاف الاوروبي قد يدفع الدول العربيه للتنسيق فيما بينها للاستفاده من اماكن وجود المياه بشكل غير مستغل فاليمن يعيش الناس فيه أسوأ ايامهم بسبب الفيضانات المدمره وكذلك الامر في السودان وقد يدعوهم هذا الامر لبحث الاحتياجات المائيه العربيه والتصدي مجتمعين لاطماع وجيران السوء
ولاشك ان العراق مثال واضح يقرر كم السوء الذي وصل اليه الوضع المائي في هذا القطر العربي الشقيق في ظل الممارسات السيئه لجيران السوء في تركيا وفي ايران .
وحاول تفهم
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين
