كتابات شعرية و أدبية و سياسية للشاعر

كلمة العدد.. “”الإسلام السياسي في ثوبه الجديد””

يبدو ان كل حركات الإسلام السياسي بما فيها الاخوان تعيد إنتاج ذاتها مستفيده من التجربه الطالبانيه في افغانستان والتي تتلخص في التركيز علي القضايا الوطنيه والبعد عن الخطاب الأممي واستغلال ضعف او غياب القوي الدوليه عن بعض المناطق لتعزيز نفوذها المحلي واستخدام التفاوض كتكتيك مرحلي لتحقيق مكاسب استراتيجيه واعادت الاعتبار لفكرة النصر المحلي كجزء من مشروع واسع وهذا النموذج الذي سعت الي فعله حماس السنوار في غزه عبر تحقيق نصر داخلي والأسر لجلب إسرائيل وأمريكا لمائدة التفاوض لنيل الاعتراف ولم تنجح به لعدم قدرتها علي تحقيق نصر عسكري علي اسرائيل ……. طالبان ايضا ليست كالقاعده التي كانت تعتمد فكرا أمميا ولكنها نموذج يركز علي تبني استراتيجيات وطنيه محليه ذات اهداف قريبه ونجحت طالبان من خلال قطر في التفاوض مع الولايات المتحده الامريكيه الامر الذي منح التنظيمات الدينيه الاخري الاطار الذي تبحث عنه في شرعنة وجودها وخلق اعتراف به من خلال التفاوض مع الامريكان …… ذلك النهج الذي اتبعه الاخوان في اليمن لشرعنة وجودهم حيث حزب الإصلاح الاخواني قد اطر نفسه دون ضجيج في هيكل الشرعيه اليمنيه ووفر الي ميليشياته العسكريه المظله السياسيه ويكرر المشهد الان في سوريا في دخول ابي محمد الجولاني وتحقيقه النصر المحلي وإعلانه ان اهدافه وطنيه في اسقاط بشار الاسد وجلب الحريه للسوريين وليس علي خلاف او عداء مع احد وهاهو ينال الاعتراف السياسي من خلال كل التصريحات المؤيده للثوره في تكرار حرفي للتجربه الطالبانيه معلنا رغبته في التفاوض والانفتاح علي كل القوي العظمي وبهذا يصبح لزاما من الان فصاعدا علي كل حركات الاسلام السياسي ان ارادت النجاح الاختيار بين مشهد نزول الخميني من الطائره وتبنيه فكرا أمميا بتصدير الثوره وبين مشهد آخر هو دخول عناصر طالبان الي القصر الجمهوري في كابول بعد انسحاب القوات الامريكيه في عام ٢٠٢١ ولاشك ان اختيار التجربه الطالبانيه قد اهدي نهجا جديدا لكل الحركات الاسلاميه السياسيه بتبني فكرا جديدا يمر من خلال نصر محلي للحصول علي الاعتراف السياسي عبر التفاوض وهذا الفكر هو الذي سوف يلهم الحركات الأصوليه في الصومال ونيجيريا وغيرها وفي سوريا ايضا التي طبقت النموذج باحتراف حيث نجح ابو محمد الجولاني فيما فشل فيه البغدادي وبن لادن والخميني ونجحت فيه ايضا جماعة الاخوان في اليمن من خلال حزب الإصلاح اليمني الذي اطر نفسه في هيكل الشرعيه اليمنيه .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/qatameshyat/public_html/wp-includes/functions.php on line 5464